الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 : ثلاثة أسئلة للمدير الجهوي للتخطيط بطنجة-تطوان-الحسيمة
طنجة – يتحدث المدير الجهوي للتخطيط بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد عدي، في حوار له، عن الاستعدادات التي جرت لضمان مرور الإحصاء العام للسكان والسكنى بتراب الجهة في “أفضل الظروف”، وعن التحديات التي قد تواجه العملية، ووقعها المرتقب على مستوى التخطيط الاستراتيجي المستقبلي في مختلف القطاعات.
السؤال الأول : ما هي أبرز الإجراءات التي تم القيام بها استعداد للإحصاء العام للسكان والسكنى على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ؟
اشتغلنا على صعيد الجهة منذ سنتين على وضع الترتيبات الخاصة بالإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، لضمان مرور العملية في أفضل الظروف. كانت أهم مرحلة بدأنا بها هي الأعمال الخرائطية والتي انطلقت سنة 2023، ومن بعدها بدأت مرحلة وضع الترتيبات الأساسية للإحصاء، ثم شرعنا في مرحلة تكوين المشاركين عن بعد، ثم حضوريا بعد ذلك، الشيء الذي مكن المشاركين من التعرف على المفاهيم الأساسية للعملية وطرق اشتغال الباحثين والمراقبين على مستوى الميدان.
على مستوى التكوين، تم فتح 41 مركز تكوين على مستوى الجهة، والتي تمت تعبئتها بتنسيق مع مصالح وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة.
الأحد الماضي، أي فاتح شتنبر، انطلقت عملية جمع المعطيات من الأسر بكافة ربوع المملكة. على مستوى الجهة تشهد العملية مشاركة أزيد من 6130 باحث ومراقب ومشرف، وتعبئة أزيد من 760 سيارة لاسيما بالمناطق القروية والأحياء النائية بضواحي المدن، وتجري هذه العملية بتنسيق وثيق مع السلطات الولائية والإقليمية والمحلية، التي تعمل على توفير الظروف المواتية لإنجاح العملية.
يتوزع المشاركون في العملية الإحصائية بالجهة على 30 في المائة من موظفي الإدارات العمومية، بما فيهم نساء ورجال التعليم، و 60 في المائة من الطلبة وحاملي الشواهد، والبقية من المتقاعدين ومستخدمي القطاع الخاص. 40 في المائة من المشاركين إناث، وجل المشاركين يتوفرون على مستوى دراسي يعادل البكالوريا زائد 4 سنوات، وحوالي 12 في المائة من بينهم على مستوى البكالوريا زائد 5 سنوات.
السؤال الثاني : ما هي أهم التحديات التي قد تعترض العملية الإحصائية على صعيد الجهة ؟
عملية بهذا الحجم والنطاق من الطبيعي أن تواجه بعض الإكراهات والتحديات، من بينها شساعة بعض المناطق، لهذا وفرنا لكل فرق البحث وسائل النقل الضرورية لتسهيل مأمورية الباحثين، كما قد يواجه المشاركون صعوبة التضاريس ببعض المناطق القروية، والظروف المناخية وارتفاع درجة الحرارة. نواجه هذه التحديات بكثير من المرونة في الاشتغال مع مراعاة الظروف المناخية والجغرافية.
يشار إلى أنه على المستوى الوطني لدينا 55 ألف مشارك، كما أن فرق البحث تتنقل باستمرار، وهو ما دفع بالمندوبية السامية للتخطيط لإبرام عقد تأمين يغطي كافة المشاركين حتى متم العملية الميدانية في 30 شتنبر، هذا التأمين يمكن من تقديم المساعدة الفورية، الطبية والصيدلانية، في حال وقوع أي حادث لا قدر الله.
كما تم توفير لوحة الكترونية لكل باحث تتضمن الاستمارات وخرائط للمناطق الموكول له إحصاؤها، هذه المبادرة ستساهم في ضمان جودة تجميع المعلومات ورصد الأخطاء وتصحيحها، إلى جانب سهولة معالجة المعطيات وتحليلها.
السؤال الثالث : كيف ترى وقع العملية الإحصائية على مجال التخطيط الاستراتيجي بالجهة ؟
الإحصاء العام للسكان والسكنى هي العملية الوحيدة التي تمكن من الحصول على معطيات على مستوى جميع الوحدات الترابية بالمملكة، سواء على المستوى الجهوي أو الإقليمي أو المحلي، أو على مستوى الدواوير في القرى، والأحياء في المدن.
العملية تعطينا مجموعة من المؤشرات، وتتبع تطورها مقارنة مع الإحصاءات السابقة، وكذا وضع مؤشرات جديدة استجابة للاحتياجات الإحصائية بالدرجة الأولى، ثم التنموية والقطاعية كذلك.
من المؤشرات الجديدة خلال إحصاء 2024، وتنفيذا لمضامين الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة في يونيو الماضي، بخصوص التحضير للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، هناك أسئلة حول التغطية الصحية، وتتبع مؤشرات النموذج التنموي الجديد وأهداف التنمية المستدامة.
الاستمارة فيها أسئلة متعددة تشمل جميع البيانات الديموغرافية للأسر (الحالة العائلية، الجنس، المستوى الدراسي) ومؤشرات أخرى تتعلق بظروف السكن والتغطية الصحية وغيرها.
هذه المعطيات ستمكن أرباب القرار والمسؤولين، سواء العموميين أو الخواص والمجتمع المدني والأكاديميين، من تشخيص الوضع الحالي لجميع القطاعات الحيوية بالبلد، كما ستمكن من برمجة أحسن، وأيضا تقويم البرامج التي أطلقت خلال السنوات السابقة.
بالفعل، الإحصاء عملية إحصائية تقنية لكنها تنطوي على طابع استراتيجي على المستوى التنموي من أجل بناء المستقبل، ما يقتضي تعبئة كل مكونات البلاد لإنجاح هذه المحطة، من مشرفين ومشاركين وأسر، والتي تعتبر مدعوة إلى التفاعل إيجابيا مع الباحثين والباحثات بإعطائهم معلومات حقيقية ومحينة.
ميدمار ميديا جريدة إلكترونية مغربية تجدد على مدار الساعة.