اخبار

الاعلامي ومدير إذاعة الداخلة السابق أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين في ذمة الله

يعد احمد الهيبة الشيخ ماء العينين ( المعروف باسم وياه ) من الرعيل الصحراوي الأول الذي ولج المجال الإعلامي ، بٱعتباره اول شخص من الأقاليم الجنوبية للمملكة ولج القطاع الإعلامي في زمن كانت تنعدم فيه الوسائل و الإمكانيات .
ففي سنة 1974 ، و هو في ريعان شبابه ، ولج مهنة المتاعب ، بكل ما في الكلمة من معنى ، لاسيما ان تلك الحقبة من عمر الزمن الإعلامي تميزت بٱفتقار القطاع إلى شروط المقومات والوسائل ، لكن قوي بمثل هذا الرجل ، لأن حبه للمهنة وشغفه بالاعلام تغلب على هذه الاكراهات هذا التعلق دفعه إلى الاستفاد من فترة تكوينية باستوديوهات الإذاعة والتلفزة الوطنية بالرباط لحوالي ستة اشهر ، بعدها التحق بإذاعة صوت التحرير والوحدة بطرفاية ، و قد كانت ،حينئذ ، موجهة لساكنة الجنوب التي كانت ترزح تحت وطئة الاستعمار الاسباني ،و شكلت له فرصة سانحة للإحتكاك باسماء إعلامية بارزة و وجوه صحفية مشهورة ، من قبيل مصطفى العلوي ، و محمد جاد، و بنعيسى الفاسي و آخرين … ومنها رافق المسيرة الخضراء ، حيث قام بتغطيتها ، والتي تعتبر عند وياه ، كما أعرب عنه في حديث سابق ، بالقول: ” هي محطة مفصلية نوعية من مشوار حياتي اعتز بها .فالمسيرة رمز النضال والوطنية الصادقة ورسالة للعالم بأن المغرب لن بفريط في حبة رمل من صحراءه ” .

و ٱنضاف حدث آخر بصم حياة وياه ، تجسد في تغطيته لزيارة الملك الراحل الحسن الثاني للعيون سنة 1985 . وآنذاك وياه ، كان قطب الرحى لإذاعة العيون الجهوية ، فقدم الكثير من البرامج ، منها على سبيل الذكر ، لا الحصر : “جولة الميكرفون” ، الذي كان يرصد حياة البادية ، و “سمر ونغم “, و “صباح الخير” وهي برامج ، مع غيرها ، لقيت الآذان الصاغية من المستمعات و المستمعين ، فضلا عن برنامجه الاذاعي : “الوطن غفور رحيم ” ، الذي كان يقدمه بالتناوب مع زميله ماءالعينين ماء العينين، فالبرنامج كان له الفضل ، أن لعب دورا كبيرا في عودة الكثير من المغرر بهم إلى أرض الوطن ،فقد ” فتح بصيرتهم على الحقيقة ” ، و كان وياه الصوت الاذاعي الصداح بدحض ترهات و ٱفتراءات أبواق الانفصال ، كما كان وجها إعلاميا تلفزيونيا ، فقدم نشرات الأخبار و التعاليق السياسية بمحطة المسيرة للتلفزة بالعيون ، مابين 1979و1985 ، إلى جانب الزملاء الحسين بناصر ، و مصطفى الحراق ، وغيرهما ، قبل أن تغلق المحطة وتتحول إلى مكتب تابع للقناة الأولى وبعدها قناة العيون الجهوية.

وخلال هذا المسار المهني الحافل ، توج بتعيينه على رأس اذاعة الداخلة الجهوية مدبرا لها ، ولم يغرنه المنصب عن معانقة الميكرفون حيث قام بإنجاز البرامج الإذاعية ك ” حدائق المعرفة ” ، الذي فاز سنة 2005 بالجائزة الأولى ضمن برنامج ” نجوم بلادي ” للإذاعة الوطنية وغيره من البرامج بإذاعة الداخلة.

سنة 2019 تقاعد عن العمل الصحفي الرسمي ، لكن بقى وفيا لهذا القطاع ، عبر إرشاد المبتدئين ،وناصحا للمهنين من واقع التجربة.

لكن فراقه للميكروفون كالسمكة التي خرجت من الماء حيث بعده اصيب بمرض لازال يعالج منه ، نتمنى له الشفاء ولسان حال الميكرفون الذي كان صديقه ورفيق دربه لأزيد من خمسين سنة وتركه مرغما يقول :
“ما أجملَ الدنيا إذا كانت معك *
‏يامن تركتُ عوالمي ..كي أتبعك.
‏نبضي ودمعي و السهاد شواهدي*
‏فارحم إذا اجتاح الحنين مولّعك “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى