اخبار

اليوم العالمي للتراث السمعي البصري .. دعوة متجددة إلى الحفاظ على رصيد إنساني ثمين

يحتفل العالم في السابع والعشرين من أكتوبر من كل سنة باليوم العالمي للتراث السمعي البصري، وهو مناسبة لاستحضار ذكرى اعتماد المؤتمر العام الحادي والعشرين في عام 1980، للتوصية الخاصة بصون الصور المتحركة والحفاظ عليها.

على أن التراث السمعي البصري له قيمته ورصيده المعرفي البارزين، باعتباره رصيدا إنسانيا مشتركا، ومصدرا ثمينا للمعرفة . وأهميته تكمن في إبراز التنوع الثقافي والاجتماعي للمجتمعات. وبالتالي، فمن الأهمية بمكان الحفاظ عليه وصونه، لضمان استمراريته ووصوله إلى الجمهور وتناقله عبر الأجيال.

وتتجلى قيمة التراث السمعي البصري في كونه يؤرخ لمراحل هامة من تاريخ الإنسانية، ويساهم في التعريف بخصوصيات مختلف الثقافات، غير أنه يواجه مخاطر عديدة تتمثل على وجه الخصوص، في صعوبة الحماية والتقادم التكنولوجي والهشاشة.

وتسعى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، من خلال جلسات نقاش ومؤتمرات، إلى إثارة الانتباه تجاه أهمية الحفاظ على الوثائق السمعية البصرية، وتنظيم برامج محلية بشكل مشترك بين مؤسسات الأرشيف ومحطات التلفزيون أو الإذاعة، والحكومات .

ولعل اعتماد المنظمة ليوم عالمي للتراث السمعي البصري، يتيح فرصة لإذكاء الوعي بهذا التراث الإنساني الثمين، والحاجة إلى تعبئة كافة الدول حول الحاجة إلى صون الذاكرة الجمعية وتثمينها، وذلك من خلال تنفيذ توصية 2015 لليونيسكو، المتعلقة بتقييم أداء الدول الأعضاء في صون تراثها الثقافي.

ولذات الغاية، أنشأت منظمة اليونيسكو “برنامج ذاكرة العالم” سنة 1992، وهي مبادرة تسعى للتصدر لتردي حالة صون التراث الوثائقي في العديد من بلدان العالم، سواء من جراء أعمال النهب والتخريب والاتجار غير المشروع، أو الاضطرابات الناجمة عن الحروب والقضايا، أو الافتقار للموارد الضرورية لحفظ التراث الوثائقي المهدد بالاختفاء.

كما أنشأت المنظمة مشروع أرشيف اليونسكو يحمل عنوان “رقمنة تاريخنا المشترك”، وهو استراتيجية للحفاظ على هذا التراث من خلال “رقمنة” المحتوى السمعي والبصري، والسجلات المادية لتفادي التآكل والضياع.

ومن المؤكد أن حفظ التراث السمعي البصري الوطني هو حفظ للهوية الثقافية المتعددة للدول، وهو ما يطرح ضرورة تسليط الضوء على المواد السمعية والسمعية البصرية المهددة بالتلف والضياع.

ولهذا الغرض، فإن التقنيات الرقمية والتكنولوجيا الحديثة تعد من الطرق المعتمدة والاستراتيجيات الكفيلة بالمحافظة على التراث السمعي البصري وصيانته.

هكذا إذن، يشكل اليوم العالمي للتراث السمعي البصري في السابع والعشرين من أكتوبر من كل سنة مناسبة لتجديد النداء والدعوة ولبذل المزيد من الجهود لحماية هذا التراث من الاندثار، وضمان نقله للأجيال القادمة، على اعتبار أنه رصيد ثمين من تراثها المشترك وذاكرتها.

المصدر:ومع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى