اخبار

توقيع اتفاقية شراكة لدعم إدماج السجناء السابقين في عمالة أكادير إداوتنان

أود في البداية أن أرحب بكم في مقر ولاية جهة سوس ماسة، شاكراً لكم مشاركتكم في أشغال هذا اللقاء بمناسبة مراسيم التوقيع على اتفاقية الشراكة التي ستبرم بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة أكادير إداوتنان ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، مُسَاهَمَةً من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم وإحداث أنشطة مُدِرَّة للدخل لفائدة السجناء السابقين.

أيها السيدات والسادة،

لا بد من التذكير إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده انطلاقتَها بتاريخ 18 ماي 2005، تُولِي أهميةً بالغةً لفائدة فئة السجناء من خلال استهدافها في مختلف برامجها.

وتعزيزا لهذا التوجه، جاءت التوجيهات السديدة لجلالته والواردة في خطابه السامي بمناسبة افتتاح السنة القضائية بتاريخ 29 يناير 2003 للتأكيد على أن:

“… ما نُولِيهِ من رعاية شاملة للبعد الاجتماعي في مجال العدالة لا يُسْتَكْمَلُ إلا بما نُوَفِّرُهُ من الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية…” انتهى منطوق صاحب الجلالة؛ وهو الشيء الذي يُنِمُّ على حرصٍ إنسانِيّ عالٍ واحترامٍ كبيرٍ لقيم العدالة وحقوق الإنسان لدى جلالته، ووعيهِ بضرورة تعزيز النهج الإصلاحي في التعامل مع الأشخاص المحكومين.

 

وتنفيذا للتوجيهات الملكية الحكيمةِ ولرؤيتهِ السديدة، جاء عمل السلطات الإقليمية والمصالح اللاممركزة والمؤسسات القضائية والعامة وفعاليات المجتمع المدني، والهادف إلى مواكبة السجناء في شتى المجالات، لِيَسْتَمِدَّ مرجعيتَه في اقتراح مختلف البرامج بغية إدماج هذه الفئة اجتماعيا واقتصاديا.

أيها السيدات والسادة،

إن جدول أعمال هذا اللقاء، كما أشرت الى ذلك سلفاً، يتضمن التوقيع على اتفاقية شراكة حول المساهمة في دعمِ إحداثِ أنشطةٍ مُدِرَّةٍ للدخل لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية المفرج عنهم والقاطنين بعمالة أكادير إداوتنان، وذلك بمبلغ إجمالي قدره مليون درهماً لتمويل مشاريعهم وتحقيق تطلعاتهم في مجال الإدماج مما سيعود بالنفع على أسرهم وذويهم.

أيها السيدات والسادة،

اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة للتنويه بالمجهودات التي ما فتئت تبذلها مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج والتي سعت، منذ تأسيسها سنة 2002، إلى بلورة مبادرات ومشاريع رائدة تروم تمكين نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية من اندماجهم اجتماعيا واقتصاديا، الشيء الذي أعطى لا محالة ثماره، لا سيما في ميادين التربية والتكوين المهني والصحة والأنشطة الثقافية والرياضية والاقتصادية وذلك بالاعتماد على برامج هادفة لفائدة هذه الفئة، في إطار الالتقائية مع مختلف الفاعلين.

 

 

وفي الأخير أتمنى أن تُكَلَّلَ أشغال هذا اللقاء بالنجاح وأن تُحَقَّقَ الأهداف المسطرة لهذا البرنامج الاجتماعي والاقتصادي الهام، كما أجدد الشكر لجميع الشركاء المتدخلين في هذا المجال.

 

حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم وأبقاه ذخراً وملاذا لشعبه الوفي وأقر عينه بولي عهده الأمير المحبوب مولاي الحسن وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى