اخبار

ثورة الملك والشعب …انبعاث أمة

في مثل هذا اليوم من سنة 1950 ، وفي ليلة عيد الأضحى، أجبرت القوة الاستعمارية الفرنسية السلطان محمد الخامس على مغادرة المغرب، وتم نفيه إلى جزيرة كورسيكا التابعة لدولة فرنسا، ثم إلى مدغشقر في يناير عام 1955م،غافلا عن ذلك التعلق و الوفاء الذي كان يجمع دائما شعب المغرب بعرشه. وبعد لحظات من سماع خبر النفي، احتشد عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة في ربوع الوطن للاحتجاج على هذه النازلة، مما زاد من حدة المقاومة الشعبية مما اربك المحتل وصعب عليه السيطرة عليها، وانطلقت العمليات الفدائية النوعية تلاحق فلول المحتل وهكذا وبعد محاولة تصفية مفتش الشرطة «المسكيني» واغتيال الخائن «بنيس»، انتابت المستعمر و عملاؤه حالة من التوجس و الرعب، و في 7 نونبر 1953 قام كل من المقاومين بونعيلات ومنصور والسكوري بتفجير قطار «كازا ألجي» الذي كان يُقل الجنود الفرنسيين، وفي 11 شتنبر 1953م، حاول الشهيد علال بن عبد الله اغتيال محمد بن عرفة، الذي فرضته السلطات الاستعمارية الفرنسية ملكا ً للمغرب ، وفي 24 دجنبر 1953م، الذي يصادف ليلة عيد الميلاد المجيد، قام أحد رموز المقاومة المغربية الشهيد محمد الزرقطوني بتفجير مارشي سونطرال (السوق المركزي) ثم قام الشهيد أحمد الحنصالي باعتراض سيارة يركبها أربعة من الفرنسيين وقام بقتلهم واستمرت عملياته الفدائية حيث قتل العديد من حراس الأمن والمتعاونين معهم إلى ان قبض عليه و أعدم رميا بالرصاص في 26 نونبر 1953 كما اندلعت انتفاضة في الجهة الشرقية للمملكة يومي 16 و 17 غشت 1953في وجدة وبركان وتافوغالت حيت استهدف المقاومون البنية التحتية لشل حركة المستعمر وهكذا نسفت السكك الحديدية ومحطة توليد الكهرباء والثكنات العسكرية، فواجهتهـا القوات الاستعمارية بوابل من الرصاص قدر بنحو 20.000 رصاصة سقط على إثرها العديد من الشهداء وجرح عدد كبير من المقاومين. وفي ليلة 18 غشت 1953، توفي 14 وطنيا اختناقا في المعتقل بسبب الاكتظاظ الهائل في الزنازن ، لتتصاعد وتيرة الجهاد والمقاومة تكللت بتأسيس جيش التحرير.الذي انتظمت فيه المقاومة وهكذا تصاعدت المقاومة واتسعت في كل أرجاء الوطن وفي 1 أكتوبر 1955 تفجرت في مناطق أكنول و إيموزار مرموشة وتطوان.
بعد ان فشلت خطة ابعاد السلطان محمد الخامس عن عرش المغرب والتي جوبهت بمقامة عنيفة لجأت سلطات المحتل الفرنسي الى التفاوض مع ملك المغرب في منفاه وتم تخييره بين العودة والتخلي على العرش والعيش بسلام تحت رعاية المحتل أو تشديد الخناق عليه في المنفى لكنه اختار ان يكون إلى جانب شعبه الذي افتداه بحياته مهما كانت الظروف.
وهكذا استمر الكفاح والجهاد من طرف الملك والشعب إلى أن كانت ثورة 20 غشت.

بعد  أن فشلت خطة تنحية السلطان محمد بن يوسف وسقوط الكثير من القتلى في صفوف المستعمر قامت السلطات الفرنسية بمباشرة المفاوضات منذ فبراير 1955 مع الملك محمد الخامس ووصلت إلى حد تهديده، فقد اقترح عليه المتفاوضون بمن فيهم طبيبه الخاص الدكتور ديبوا روكبير، الخيار بين أمرين أحلاهما مر: إما التنازل عن العرش والعودة إلى أرض الوطن للعيش بسلام وفي حماية الفرنسيين، أو تشديد الخناق عليه في المنفى في حالة الرفض. وكان جواب محمد بن يوسف هو الرفض المطلق للمقترحات المفترضة. وبموازاة ذلك، اندلعت أعمال المقاومة المسلحة المنظمة على شكل جيش التحرير في 1 أكتوبر 1955 في مناطق أكنول و إيموزار مرموشة وتطوان.وفي 16 نونبر 1955 عاد محمد الخامس بعد 27 شهرًا في المنفى إلى المغرب ليحكم ملكًا، وبدأت المفاوضات مع فرنسا من أجل الحصول على الاستقلال، وبعد عام كامل من عودته، تم التوقيع على إتفاقية الاستقلال في 2 مارس عام 1956م ليحصل المغرب على الاستقلال بصفة رسمية يوم 18 نونبر 1956، ثم اتفاقية في أبريل مع إسبانيا، وفي أكتوبر انتهى الوضع الدولي لمدينة طنجة، ولتحقيق الوحدة الترابية استرجع المغرب إقليم طرفاية سنة 1958 وإقليم سيدي إفني في يونيو 1969 وجهة الساقية الحمراء يوم 6 نونبر 1975 وجهة وادي الذهب في 14 غشت 1979.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى