اخبار

طنجة المعرض الدولي الأول لإعادة تدوير وتدبير النفايات

طنجة – بحضور خبراء وأكاديميين وفعاليات اقتصادية ومؤسساتية مغربية وأجنبية، افتتحت اليوم الأربعاء بمدينة طنجة أشغال النسخة الأولى من المعرض الدولي لإعادة التدوير وتدبير النفايات “RWM expo” تحت شعار “الانتقال إلى اقتصاد نظيف وتنافسي”.

تم تنظيم هذا الحدث الغير المسبوق، من طرف مجلة “Energie / Mines et Carrières Magazine”، تحت إشراف وزارتي الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والصناعة والتجارة، وبالشراكة مع المركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومجلس جماعة مدينة البوغاز.

كما ان هذا المعرض الدولي يندرج ضمن استراتيجية المغرب الجديدة في انتقاله إلى اقتصاد أخضر ومستدام، باعتباره المشروع الرئيسي للمملكة.

وأكد مدير مجلة “Energy / Mines et Carrières Magazine”، المجلة الرائدة المتخصصة في مجال الطاقة والمناجم والتنمية المستدامة، محمد المدرير، أن هذا الحدث، يتبنى موضوعا استراتيجيا للمغرب ولإفريقيا وللعالم بأسره، اختار السينغال كضيفة شرف، بمشاركة وفد وزاري مهم، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تتميز بمشاركة فاعلين من القطاعين العام والخاص يمثلون دولة الكوت ديفوار.

واشار السيد المدرير الى أن “قطاع تدبير النفايات في المغرب شهد تطورا كبيرا ، لكنه لا يزال هناك الكثير  للقيام به، خاصة  ما يتعلق بمطارح ومدافن النفايات الفوضوية” ، مشيرا إلى أن العديد من البرامج المتعلقة بإعادة تأهيل البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية ومكافحة التلوث في طور الإطلاق من قبل وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة .
كما اضاف بانه قد خصص قرابة 21 مليار درهم من الاستثمارات المخصصة للبرنامج الوطني للنفايات المنزلية لغاية نهاية سنة 2021 بمساهمة من الوزارة بنحو 3 مليارات درهم ، كما أن هذا البرنامج يهدف إلى دعم وتيرة جمع النفايات بشكل احترافي ، وتزويد جميع المراكز الحضرية بمدافن ومطارح نفايات خاضعة للمراقبة، وإعادة تأهيل مطارح النفايات غير الخاضعة للمراقبة وإضفاء الطابع المهني على تدبير و إدارة هذا القطاع الحيوي.

كما اشار إلى أن حجم النفايات المنزلية يصل إلى 6 ملايين طن سنويا وأن العامل الديموغرافي لا يجعل المهمة سهلة.

و اوضح السيد مدرير المعرض الدولي بطنجة إلى أن مشروع إصلاح القانون 28.00 المتعلق بإدارة النفايات والتخلص منها، والذي ينظم إدارة النفايات من خلال تغطية السلسلة بأكملها من التجميع إلى التخلص من النفايات، من خلال المعالجة والتثمين، يعد بمثابة نعمة للقطاع.

وفي هذا السياق، أكد أن هذا المعرض يهدف لفتح النقاش مع مختلف أصحاب المصلحة والمتدخلين حول قضية النفايات بمكوناتها المختلفة: البلاستيكية، المنزلية، المستشفيات، مواقع البناء، النفايات الإلكترونية والفلاحية.

وأكد المدير الجهوي للبيئة، حسين خيدور، على أهمية هذه التظاهرة كمنصة جديدة للتبادل بين مختلف المتدخلين في قطاع النفايات، موضحا أن الموضوع الذي تم اختياره لهذه الدورة له أهمية كبيرة، نضرا لتعلقه بقطاع مزدهر من الاقتصاد. كما اكد على بدأ هيكلة قطاع النفايات في عام 2008 بفضل البرنامج الوطني لتدبير النفايات ، الذي جاء نتيجة تعاون وثيق مع وزارة الداخلية” ، مسجلا أن هذا البرنامج ، بميزانية إجمالية قدرها 40 مليار درهم ، جعل من الممكن ، بفضل الجهود المشتركة لمختلف الجهات الفاعلة ، تحقيق نتائج مهمة ، خصوصا زيادة معدل التحصيل المحترف إلى 90 في المائة مقابل 44 في المائة سنة 2008 ، وزيادة نسبة مطارح النفايات الخاضعة للمراقبة ومراكز دفن النفايات والتثمين لتصل إلى 62.63 في المائة من النفايات المنزلية المنتجة ، مقارنة بـ 10 في المائة قبل عام 2008.

اما بالنسبة لرئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، فقد أكد بان هذه التظاهرة تسعى إلى ضمان مساهمة فعالة في تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد لمغرب المهارات والطموح ولكن قبل كل شيء مستدام، على النحو الذي تمليه التوجيهات الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتزامات المملكة الدولية، بما في ذلك أجندة منظمة الأمم المتحدة 2030 وأيضًا أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

وأشار السيد المومني إلى أن معرض “آر دبليو إم إكسبو “في نسخته الأولى يركز بشكل خاص على تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب في تدبير النفايات وتثمينها، مبرزا أن ذلك يعد أيضا جزءا من استراتيجية المملكة الجديدة في انتقالها نحو اقتصاد أخضر وتنافسي ومستدام.

أما مدير ديوان وزير التكوين المهني السنغالي، غورجي ندياي، فقد عبر عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المهم الذي يقام في بلد شقيق كالمغرب، إضافة الى انه يشكل منصة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال إعادة التدوير وإدارة النفايات، وفضاء للتشاور مع الفاعلين والمشغلين في القطاع.

وبالنسبة لعليون مار رئيس بلدية روفيسك وست (السنغال)، فإن هذا الحدث ذو أهمية قصوى، لأنه يهدف لدعم التعاون بين بلدان الجنوب في هذا المجال، كما اعتبر إدارة النفايات هي إحدى الصعوبات الجمة في تدبير الشؤون المحلية، معربا عن الرغبة الأكيدة في الاستفادة من تجربة المغرب في إدارة وتثمين النفايات.

كما تميزت جلسة الافتتاح بكلمات ألقتها فاطمة الزهراء البقالي نائبة رئيس لجنة الشراكة والتعاون بمجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وعصام الغاشي نائب رئيس المجلس البلدي لطنجة، واللذين شددا على أهمية هذا الحدث في تسليط الضوء على التجربة المغربية في إعادة التدوير وإدارة النفايات وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، معربين عن الأمل في أن يساهم هذا المعرض في إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لضمان الإدارة الجيدة للنفايات.

وفقا للمنظمين، فإن اختيار جهة طنجة تطوان الحسيمة، وتحديدا مدينة البوغاز لاستضافة معرض RWM، يجد أهميته في التطور الاستثنائي الذي تشهده هذه المنطقة، والتي أصبحت قطبا للنمو الاقتصادي ومركزا لوجستيا وصناعيا من الدرجة الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى