اخبار

علاقات تاريخية وتعاون بأبعاد متعددة ومنفعة متبادلة بين المغرب و كوت ديفوار

يرتبط المغرب وكوت ديفوار بعلاقات تعاون تعود الى أكثر من 60 عاما ،وتندرج ضمن روح شراكة متعددة الأبعاد تقوم على الاحترام المتبادل ومبدأ المنفعة المتبادلة.

ويتقاسم البلدان تاريخا غنيا وروابط عريقة وعميقة، ويتجاوز تعاونهما ،الذي يتعزز أكثر ، الحدود الدبلوماسية ليشمل المبادلات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

وتؤطر هذه الروابط الاستثنائية التي بدأت بمعاهدة صداقة موقعة في عام 1973 ، وشملت مشاريع ملموسة ودائمة، عشرات الاتفاقيات في جميع المجالات فضلا عن الإيمان بمستقبل مشترك يعززه التعاون الوثيق بين البلدين .

في هذا السياق يؤكد سفير صاحب الجلالة بكوت ديفوار ، عبد المالك الكتاني، أن العلاقة بين كوت ديفوار والمغرب ، تعتبر نموذجا للتعاون جنوب-جنوب، الذي يعود بالمنفعة المتبادلة ويقوم على مبدأ (رابح/ رابح).

ولا شك أن علاقات التعاون المتين بين البلدين هي ثمرة للتعاون الواسع النطاق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والبيئية والتقنية.

ومما يدل بشكل قاطع على جودة وقوة العلاقات المغربية الايفوارية ، وجود العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في كوت ديفوار ،والتي أنجز معظمها في السنوات الأخيرة.

ويتواجد القطاع الخاص المغربي بقوة في هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا ،ويساهم بشكل فعال في دينامية التنمية التي يعرفها .

وتكثفت خلال هذه السنة ، التي تشرف على نهايتها، الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين للمشاركة في الأنشطة والاجتماعات ذات الطابع الثنائي أو القاري أو الدولي بهدف مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

ويجدر التذكير في هذا الصدد بأن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، والسيدة دومينيك واتارا، السيدة الأولى لكوت ديفوار، رئيسة مؤسسة أطفال أفريقيا، ترأستا في أكتوبر الماضي بمستشفى الأم والطفل في أبيدجان، حفل إطلاق المرحلة الثانية من عملية “متحدون، نسمع بشكل أفضل”، والتي تهدف إلى تمكين الأطفال الأفارقة المعوزين من استعادة حاسة السمع .

وجددت السيدة دومينيك واتارا، في كلمتها بهذه المناسبة، التعبير عن شكرها الصادق وامتنانها للأميرة للا أسماء لإرسائها هذا البرنامج، معربة عن عرفانها وامتنانها الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على رؤيته الإنسانية والتضامن الذي برهن عليه تجاه أطفال إفريقيا.

كما يجدر التذكير بأن الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، أشرف، في غشت الماضي بأبيدجان، على تدشين جسر كوكودي، الذي يندرج في إطار تنفيذ مشروع تنمية خليج كوكودي، الذي يجسد الرؤية البعيدة النظر لجلالة الملك بشأن إفريقيا تثق بإفريقيا والتعاون النموذجي بين المغرب وكوت ديفوار.

وتوخى مشروع حماية وتثمين خليج كوكوي الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الايفواري ،الحسن واتارا ،والذي يعتبر الأبرز من نوعه بين المغرب وكوت ديفوار على مستوى البنية التحتية، تغيير وجه ومظهر مدينة أبيدجان.

وفي يونيو الماضي، التقى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على هامش قمة منتدى المدراء التنفيذيين الافارقة بأبيدجان، مع رئيس الوزراء الإيفواري باتريش آشي، الذي أكد بهذه المناسبة أن كوت ديفوار والمغرب تجمعهما علاقات عريقة ، أسس لها الراحل فيليكس هوفويت بوانيي، والمغفور له الملك الحسن الثاني، والتي اكتسبت زخما كبيرا في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا.

وشكل هذا اللقاء فرصة لإستعراض جوانب العلاقات الثنائية التي يمكن للبلدين تطويرها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

وتشمل العلاقات الممتازة بين البلدين أيض ا التعاون اللامركزي، حيث وقعت جهة تونكبي بكوت ديفوار وجهة الداخلة وادي الذهب، اتفاقية إطارية للتعاون اللامركزي، خلال “الجولة الاقتصادية” التي نظمت من 18 إلى 20 مايو الماضي بالعاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار بمبادرة من جهة الداخلة وادي الذهب.

وفي مجال الرياضة، يجدر التأكيد بشكل خاص على المشاركة الرائعة للمغرب في نهائيات دوري أبطال إفريقيا للسيدات في كوت ديفوار ، والمباراة الودية في أبيدجان بين المنتخبين المغربي والإيفواري، دون إغفال أن المغرب تصدر مؤخرا بأبيدجان، بطولة تانغ سو دو الأفريقية. وفاز الرياضيون المغاربة خلال هذه المنافسة بخمس ميداليات ذهبية وميدالية فضية خلال هذه المسابقة.

وتميزت الفترة الأخيرة من السنة التي نودعها أيضا بسلسلة من الأنشطة الثقافية في أبيدجان، لا سيما الأيام الثقافية العربية، وأسبوع السينما المغربية، والدورة 26 من تظاهرة “تعالوا إلى بيتي” التي تحتفي بغنى وتنوع المشهد الثقافي وتشجع حوار الثقافات، فضلا عن الحفل الكبير للأخوة الإيفوارية المغربية الذي نظم في 15 دجنبر بأبيدجان.

وأكد سفير جلالة الملك بكوت ديفوار أن حفل الأخوة الإيفواري المغربي يشكل حدثا ذا أهمية خاصة، “لأنه يرمز إلى تعزيز العلاقات الثقافية والودية بين بلدينا ويبرز بشكل قاطع التضامن والأخوة بين البلدين الشقيقين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى