اخبار

كلمـة السيد الرئيـس عزيز أخنــوش œرئيس حزب التجمع الوطني للاحرار خلال اشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع للحزب المنعقد ايام 4و5 مارس

السيدات والسادة الوزراء،

السيدات والسادة أعضاء المكتب السياسي،

السيدات والسادة النواب والمستشارين المحترمين،

السيدات والسادة المنتخبين،

السيدات والسادة المؤتمرات والمؤتمرين الحاضرين عن بعد في الجهات، ومغاربة العالم؛

السيدات والسادة الحاضرون في هذه القاعة الرئيسية من مقر الحزب المركزي بالرباط،

السيدات والسادة الضيوف الكرام،

السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام،

 

أزول فلاون،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

في البداية، اسمحوا لي أن أرحب بكم جميعا في المؤتمر الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار والذي ينظم بتقنية المناظرة عن بعد، للسماح بمشاركة أكبر عدد من المناضلات والمناضلين في ظل التدابير الوقائية من جائحة كوفيد 19.

إذن، نجتمع في هذا المؤتمر الوطني، وفي سياق آخر مختلف عن سابقه، يتواجد فيه حزبنا في موقع رئاسة الحكومة وقيادة الأغلبية؛ بعد أن تصدر نتائج الإستحقاقات الإنتخابية التي عرفتها بلادنا في السنة الماضية، وكان ذلك بمثابة تتويج لمجهوداتنا جميعا.

 

إننا اليوم، في افتتاح المؤتمر الوطني للحزب، نعتز بالمسار الذي خضناه معا، قيادة وطنية وجهوية وإقليمية ومحلية، وتنظيمات موازية ومناضلين في كل أنحاء المغرب وخارجه:

 

  • نعتز لأننا اعتمدنا معا مسارا جديدا لحزبنا ووضعنا لبنات أخرى في صرح التجمع الوطني للأحرار، الذي جدد نفسه وطور أداءه، خدمة للوطن والمواطنين، منذ أكثر من 40 سنة، ظل فيها وفيا لنهجه.

 

  • نعتز لأننا وثقنا في أنفسنا وفي بعضنا البعض، ووثقنا في تفاعل المواطنات والمواطنين الذين وضعوا بدورهم ثقتهم فينا، بعد أن لامسوا قرب الأحرار ومناضليهم منهم على مدى 5 سنوات بدون انقطاع.

 

  • نعتز لأن الأحرار استطاعوا جذب المواطنين خاصة الشباب نحو السياسة؛ واستطاعوا إعطاء نفس جديد للعمل السياسي؛ واستطاعوا إشراك المغاربة في بلورة تصورات وإجابات على الإشكالات التنموية.

 

 

الأخوات والإخوة المناضلون،

لقد كنا دائما نعبر عن طموحنا بواقعية، وكنا نقول في محطات مختلفة، إن المواطن هو من سيضعنا في المرتبة التي نستحقها.

 

وبالفعل، عبر المغاربة بوضوح عن ثقتهم بحزب التجمع الوطني للأحرار الذي بوأوه المرتبة الأولى بالمغرب، في عرس انتخابي ناجح بكل المقاييس.

 

وبهذه المناسبة، أتقدم بجزيل الشكر للجنة الوطنية للترشيحات التي سهرت على حسن تدبير وتلقي ترشيحات مناضلات ومناضلي الأحرار في المحطات الانتخابية الماضية، وعلى السير الجيد لهذه العملية بجدية ومسؤولية.

لقد كانت استحقاقات 8 شتنبر الماضي عرسا انتخابيا بكل المقاييس، ورغم إكراهات الوباء، تميزت بمشاركة شعبية واسعة، فاقت لأول مرة، بعد دستور 2011، نسبة 50 بالمائة. وعبر من خلالها المغاربة، بشكل واضح، على أنهم صوتوا للبرنامج الإنتخابي النابع من تصوراتهم والذي تبنى أفكارهم، ورحبوا بالتعاقد مع نساء ورجال الأحرار من أجل “مسار التنمية” محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا.

 

ولعل الحصيلة المتميزة لوزراء الحزب في الحكومات السابقة هي من بين الدوافع المهمة التي جعلت حزبنا يحظى بهذه الثقة الكبيرة من قبل المواطنات والمواطنين، الذين لمسوا الجدية والعمل الدؤوب، واختاروا أن يمكنوا حزب الحمامة من قيادة المرحلة المقبلة، على مستوى رئاسة الحكومة وتدبير العمل القطاعي بوزارات أخرى.

 

الأخوات والإخوة المناضلون،

 

أخذنا على عاتقنا منذ تولينا رئاسة هذا الحزب، مسؤولية تعزيز دوره في الحقل السياسي المغربي، وهكذا تمكنا جميعا من تحقيقه بفضل الله أولا، ثم بفضل التعبئة الشاملة والانخراط الكامل لكافة المناضلين.

في ظرف خمس سنوات، وبناء على مرجعية ديمقراطية اجتماعية واضحة المعالم، جددنا أنظمتنا وقوانيننا الداخلية، وعززنا مسار الأحرار بتأسيس التنظيمات الموازية التي لعبت دورا كبيرا في إغناء عمل الحزب وتفعيل دوره التأطيري.

الواقع أنه لدينا خطاب سياسي واضح وصريح؛

لدينا رؤية حزبية واضحة للتنمية وبرنامج حكومي متكامل يترجم سياسة الأحرار، والمغاربة عبروا على تفاعل إيجابي مع أداء الأحرار في محطات عديدة توجت بمحطة 8 شتنبر.

  • اليوم، لدينا نساء ورجال، مناضلات ومناضلين، في كل جهات المغرب، حاضرين في المدن وفي القرى وفي الجبل؛
  • كما أن شبابنا حاضر ومنخرط في النقاش المجتمعي والعمومي من جميع المواقع.

اليوم مهمتنا هي تنزيل الالتزامات على أرض الواقع، لأن هذا هو أساس تعاقدنا مع المغاربة:

  • الحزب اليوم قوي بأكثر من 2 مليون و100 ألف صوت منحوه لنا المغاربة؛
  • لدينا شرعية شعبية مستمدة من صناديق الاقتراع؛
  • وهذا العدد من الأصوات لم يحصل عليه أي حزب سياسي من قبل،
  • اليوم “الأحرار” هم أكثر من 10.000 منتخب؛
  • نحن اليوم أول قوة سياسية في المغرب بفضل الثقة التي منحها لنا المصوتون.

والحمد لله، ومن بعد التكليف الملكي، شكلنا أغلبية من ثلاثة الأحزاب: أغلبية منسجمة ومتناسقة، لأنه لا يمكن لحزب قائد وأحزاب تابعة. الواقع أن هناك أغلبيتنا لديها ميثاق.

 

  • أغلبيتنا قوية بأصوات 5 ملايين من المغاربة، شكلت حكومة كفاءات حقيقية، وهذه الحكومة وهؤلاء الكفاءات تضع خدمة المواطن المغربي نصب أعينها، وأغلبيتنا ستبدل كل جهودها من أجل خروج آمن من الجائحة نحو انتعاش اقتصادي يستحقه المغاربة.

 

الإخوة والأخوات،

ننظم اليوم هذا المؤتمر، بعد أن شكلنا حكومة قوية ومنسجمة إلى جانب حزبين وطنيين تجمعنا معهم نفس الأولويات، بالإضافة إلى التقائية برامجنا الانتخابية، وهذا ما جعلنا نتوافق على قيادة المرحلة المقبلة في جو يطبعه التفاهم والانسجام.

 

 

 

السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم،

لقد برهن المغرب مرة أخرى وكما كان الحال دائما، على قدرته الكبيرة على رفع التحديات والصمود أمام الأزمات، وذلك بفضل التمسك بثوابت الأمة وعلى رأسها، التلاحم القوي بين العرش والشعب.

ونحن اليوم في هذه المحطة، وتحت قيادة الملك الملهم ورمز الوحدة والإستقرار صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، لا زلنا نبرهن للعالم على أن المغرب بملكه وشعبه، بلد الإنجازات والتحديات، بلد الأمن والاستقرار والتنمية، والتضامن.

وبهذه الروح التضامنية، وبفضل الرؤية الاستباقية السديدة لجلالة الملك نصره الله، التي وضعت سلامة المواطن فوق كل اعتبار، تمكن المغرب من تدبير رصين وناجع لجائحة كان يصعب التكهن بها على مختلف مراحلها؛

بل وكان بلدنا، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، من البلدان السباقة لتوفير اللقاح لأبنائه، بل والتقدم نحو خطوة استراتيجية تجعل من المغرب بلدا منتجا للقاحات، ضمانا للسيادة الصحية الوطنية.

وفي ظرفية عالمية تطبعها أزمة اقتصادية غير مسبوقة جراء الجائحة والنزاعات الدولية، ثبت المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، على اختياراته الكبرى لتعزيز مساره الديمقراطي، وتكريس أسس دولة اجتماعية وطنية.

وعلى الصعيد الدولي، تبنى المغرب نموذجا جديدا فيما يخص علاقاته مع باقي دول العالم، قوامه الاحترام المتبادل والطموح والوضوح، ولقد تميز الأداء المغربي بالرزانة والحكمة وعدم الانجرار وراء الاستفزازات و الهجمات الممنهجة، بل واجه كل ذلك بالهدوء والصرامة المعتادين،

وقدم دروسا في ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية من جهة، وفي التعبير عن سيادة واستقلال قراره،

وتشبثه بوحدته الترابية من جهة أخرى؛ كل هذا في إطار من الوفاء والالتزام تجاه مختلف الأطراف، والتضامن غير المشروط في القضايا التي تستوجب ذلك.

 

وإن المخططات الكبرى والمشاريع الاستراتيجية التي أطلقها المغرب، تحت قيادة ملك البلاد، والتقدم الاقتصادي وتقوية البنى التحتية وغيرها من الأوراش، إضافة إلى ترسيخ مفهوم الدولة الإجتماعية، لتكريس للمسار التنموي الذي تنهجه المملكة.

كما أثبت المغرب التزامه واحترامه للمعاهدات والمواثيق الدولية، ترسيخا للخيار الديمقراطي ودولة الحق والقانون، وهو خيار لا رجعة فيه، أكده المغرب بتنظيمه بنجاح لثلاث استحقاقات انتخابية في يوم واحد وفي ظروف أزمة صحية غير مسبوقة، حيث تمكن المغرب بفضل إقبال المواطنين والمواطنات على صناديق الإقتراع من إنجاح عرسه الديموقراطي بشهادة من أعرق الديمقراطيات عبر العالم.

أيتها المناضلات، أيها المناضلون،

 

لقد كانت كل تصوراتنا وأفكارنا وبرامجنا مستمدة من آراء و مساهمات المواطنين.

وقد أخذنا على عاتقنا خلال الحملة الانتخابية وقبلها، مسؤولية تقديم البديل والمساهمة في حل المشاكل، بل وقيادة المرحلة نحو المساهمة في تحقيق التنمية.

 واليوم، يتطلع المغاربة إلى النتائج، وإلى الالتزام بما تم التعهد به، والإنتقال من مسار الثقة إلى مسار التنمية.

 

ورغم الظرفية الوبائية والجيو-استراتيجية المضطربة والوضعية المناخية المتسمة بنقص الأمطار،والتي نتمنى أن يرحمنا الله بها ويغيثنا،نجدد إرادتنا الراسخة من أجل تحسين مستوى عيش المواطنين.

اليوم، والحمد لله، هناك مؤشرات إيجابية بدأت تظهر للخروج من الأزمة الصحية.

ولكن، في نفس الوقت، هذه المرحلة جد دقيقة:

  • أسعار المواد المستوردة ارتفعت، لأن الدول تريد الرجوع بسرعة للانتعاش الاقتصادي، وهناك كذلك مضاربة كبيرة في الأسواق العالمية.
  • هذا بالإضافة لتداعيات الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد الدولي.

 

ولكن، هل يجب أن نترك هذه التداعيات الخارجية ولا نشتغل؟

 

بالتأكيد لا ” – لم نتحمل المسؤولية إلا ونحن عازمين على الوفاء بالتزاماتنا.

نعم، هناك تشويشات، هناك هجومات لا أخلاقية هدفها التغليط والتضليل،

هي موجودة ومن المؤكد ستبقى،

  • فكيف سنواجهها؟

سنواجهها بـ ” أغراس، أغراس “

  • نجحنا من قبل بـ” أغراس” وبالعمل والمعقول،
  • وإن شاء الله، سنستمر في نفس الطريق، حاملين الأمانة التي قلدنا الملك إياها، ولدينا كذلك تكليف المغاربة،
  • سننجح ونحن ملتزمين بالبرنامج الذي واعدنا به المغاربة،

نحن ناس “ديال الكلمة.. وديال العمل”.

  • نحن حكومة تشتغل بجرأة على الملفات المتراكمة منذ سنوات، وهذا الأمر يمكن أن يزعج البعض.
  • لكننا لن نقبل بتوقف الأوراش التنموية،
  • ولن نتراجع عن التزاماتنا،
  • سنحارب الرشوة والريع والمحسوبية، ولن نختبئ وراء بعض الأعذار،

وبالفعل يمكن أن نزعج البعض، بكل بساطة لأننا أعدنا  لمؤسسة رئاسة الحكومة هيبتها.

وهذه السنة، وضعنا إجراءات عملية لمواجهة ارتفاع الأسعار بسبب الأزمة ولدعم القدرة الشرائية للأسر المغربية :

  • الدولة تدعم بـ 3 مليار درهم ثمن السكر؛
  • وبـ 14 مليار درهم ثمن الكهرباء؛
  • وبـ 14 مليار درهم ثمن البوطة، المحدد في 40 درهم عوض 130 درهم؛
  • والدولة تدعم بـ 600 مليون درهم للشهر القمح لضبط ثمن الخبز؛
  • ونراقب أسعار الخضر والفواكه، التي تعبر أسعارها اليوم مستقرة؛
  • ولمواجهة آثار قلة التساقطات، بدأنا تفعيل البرنامج الملكي الاستعجالي لدعم الفلاحين، بميزانية 10 مليار درهم وخصصنا ميزانيات مهمة لمشاريع تحلية ماء البحر؛
  • واشتغلنا كذلك على برنامج استعجالي لدعم قطاع السياحة، وخصصنا له 2 مليار درهم وفتحنا الحدود؛
  • وخصصنا 2,25 مليار لتوفير 125 ألف منصب شغل في أوراش مؤقتة، لدعم الأشخاص الذين فقدوا عملهم بسبب كورونا؛
  • بالإضافة لدعم 10 آلاف فرصة مقاولة بميزانية 1,25 مليار درهم هذه السنة، ستعطى على شكل قروض شرف لحاملي المشاريع.

هذه أهم الإجراءات التي جاءت بها الحكومة دعما للأسر المغربية هذه السنة.

بالتأكيد، نحن حاضرين إلى جانب المغاربة في وقت الشدة!

  • وسنخرج إن شاء الله من هده الأزمة؛ وسنحقق التنمية الإقتصادية والاجتماعية لبلادنا إن شاء الله.

 

مناضلات و مناضلي التجمع الوطني للأحرار،

السيدات والسادة الحضور،

لقد قطع المؤتمر السابق للحزب الشك باليقين في انخراط الأحرار في مسلسل تكريس مفهوم الدولة الاجتماعية الوطنية في بلادنا، وليس أدل على ذلك من تبني الديمقراطية الإجتماعية كمرجعية للحزب و كخيار سيسم المرحلة المقبلة من العمل السياسي للأحرار.

 

وشكل مسار الثقة ومسار المدن والبرنامج الانتخابي، مساهمة غنية وواعدة تقاطعت مع النموذج التنموي الجديد في أغلب تصوراته وبرامجه وخططه الإصلاحية، كما تماهت مع فلسفته وروحه المتجسدة في ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، والتي ما فتئ صاحب الجلالة يضع لبناتها، الواحدة تلو الأخرى، منذ توليه العرش المجيد.

وشكل البرنامج الإنتخابي للأحرار، إلى جانب برامج حليفيه في الأغلبية، الحجر الأساس لبرنامج حكومي واعد وقوي وطموح؛ برنامج يستمد روحه وفلسفته من التوجيهات الملكية السامية ويستند لمخرجات النموذج التنموي الجديد للمملكة ومبادئ الديمقراطية الاجتماعية، وكذا للإجراءات التي التزمت بها الأغلبية الحكومية، والتي استأثرت باهتمام المواطنات والمواطنين وصوتوا على مضامينها بأغلبية مطلقة.

 

وكما أسسنا البرنامج الحكومي على مبادئ كبرى:

  • أولها، تحصين الاختيار الديمقراطي وتعزيز آلياته؛
  • وثانيها، مأسسة العدالة الاجتماعية، من خلال تنفيذ الورش الملكي القاضي بتعميم الحماية الاجتماعية؛
  • وثالثها، وضع الرأسمال البشري في صلب تفعيل النموذج التنموي لبلادنا، من خلال خلق فرص الشغل وتحسين العرض الصحي والتعليمي؛
  • ورابعها، جعل كرامة المواطن أساس السياسات العمومية، بتوفير خدمات عمومية جيدة ومتاحة للجميع؛
  • وخامسها، توسيع قاعدة الطبقة الوسطى وتعزيز قدرتها الشرائية.

 

ولقد حرصنا منذ أن حظينا بثقة جلالة الملك نصره الله وبتنصيب البرلمان للحكومة، على عدم هدر الزمن التنموي وتسريع وتيرة الاشتغال. وسارعت الحكومة إلى تدشين ولايتها من خلال إعداد برنامج حكومي متكامل و قانون مالية في ظرف شهرين.

 

وفي ظرف جد وجيز، اتخذت الحكومة إجراءات حملت إشارات صريحة على التزامها بالبرنامج الحكومي.

يمكن أن يعيب علينا البعض أننا لا نتكلم كثيرا، لكن نشتغل بجدية وبنتائج ملموسة.

 

ولقد أعدت الحكومة، مجموعة من البرامج والمشاريع والأوراش، سيرى معظمها النور قريبا، والتي سيكون لها الأثر الكبير في إبراز مخطط العمل الحكومي،

 

وفي تعزيز مرتكزات الدولة الاجتماعية وستخلف بإذن الله الارتياح لدى المواطنات والمواطنين الذين وضعوا ثقتهم في هذا الحزب وفي هذه الأغلبية لتدبير الخمس سنوات المقبلة ولم يولوا اهتماما للحملات التي تشوش على عملنا، وتضرب في الاختيارات الديمقراطية لبلادنا.

 

وفي مقدمة الملفات الكبرى التي فتحتها الحكومة في أولى أشهر ولايتها، نذكر:

  • فتح المجال أمام 11 مليون مغربي ومغربية للاستفادة من التغطية الصحية الإجبارية عن المرض؛
  • ومواجهة ارتفاع الأسعار بدعم القدرة الشرائية للمواطنين؛ والإبقاء على التضخم في مستوى اعتيادي؛
  • ومساندة القطاعات المتضررة من الأزمة؛
  • وإطلاق برامج “أوراش” وبرنامج “الفرصة” لإنعاش التشغيل؛
  • وتسديد دين الدولة للمقاولات؛
  • وتسريع وتيرة الاستثمار لإنعاش الاقتصاد.

كما أنه تفعيلا للرؤية الملكية السامية واستجابة لأولويات المواطنين، منحت الحكومة الأولوية القصوى لإصلاح المنظومة الصحية والمنظومة التعليمية.

وركزنا في هذا الإصلاح على العنصر البشري واعتبرنا تحفيزه مدخلا رئيسيا للإصلاح. ففتحنا منذ الأيام الأولى لهذه الولاية وطبقا لالتزامات البرنامج الحكومي:

– الحوار مع المركزيات النقابية مركزيا وقطاعيا وتوصلنا في قطاعات اجتماعية مهمة، في الصحة والتعليم، إلى توافقات مرحلية واعدة.

… والحمد لله مازال الخير القدام.

 هذه الحكومة لن تنزل إلى مستوى النقاش الشعبوي الفارغ والمستهلك الذي نفر منه المغاربة، ولن نجيب على من يسيس محاربة الفساد لضرب الأشخاص.

 

كما عهدتمونا، نحن نعمل، من منطلق غيرتنا على الوطن ووعينا بخطورة أي شكل من أشكال الفساد على النسيج الاقتصادي وعلى انعدام الثقة في المؤسسات، ونقوم بمحاربته بطرق و إجراءات عملية وليس فقط بالخطابات.

 

العمل اليومي للحكومة، عمل مؤطر بالمشاورات الدائمة والمستمرة، خاصة مع مكونات الأغلبية التي حرصنا على إخراج وتوقيع ميثاقها في وقت قياسي يدل على توافق وانسجام وتفاهم على أعلى مستوى،

كما يدل على وعي كبير بحجم الانتظارات والتطلعات، التي تنتظر منا جميعا بذل المجهودات وإبداع الحلول وتطوير الأداء والتعاون مع جميع القوى الحية في البلاد، من أجل النجاح في تدبير هذه المرحلة الدقيقة.

 

وإن الأحرار يؤمنون بأن العمل المشترك كفيل بتذليل كل الصعاب وتجاوز الإختلافات، فقد كان ولازال عدونا الوحيد هو الفقر والهشاشة، وستظل كل القوى الحية من أحزاب ونقابات ومجتمع المدني، التي تعمل وفقا للقانون وتحترم دستور البلاد ومقدساته وتعمل لما فيه الخير للجميع – شريكا لنا في مسار التنمية المنشود.

 

وإن علاقتنا مع باقي الفرقاء سواء معارضة حزبية أو قوى جمعوية، هي علاقة احترام، غايتها العمل جنبا إلى جنب من أجل تحقيق الأهداف المشتركة،

والتنافس في ذلك في إطار من التدافع الحضاري الذي يستحضر مصلحة البلاد والعباد ولا يحيد عن ثوابت الأمة واستقرارها.

 

أيها السادة والسيدات،

لقد كان هم حزبنا الأكبر خلال المرحلة السابقة هو إعادة الثقة في العمل السياسي؛ كان هو استقطاب الكفاءات والطاقات، بعد موجة من العزوف تعددت أسبابها وتجلت عواقبها على مستوى التمثيلية السياسية. فكان لابد من إيقاد العزيمة من جديد.

 

وبنى حزبنا هذه الثقة على تعاقد قوامه الأداء والنجاعة والقدرة على تجاوز الخلافات والعوائق والعمل والوفاء بالتعهدات.

وإن غاية التعاقد، أولا وأخيرا، هي تحقيق التنمية على كل المستويات، وإن كل البرامج والآليات التي اعتمدها الأحرار كانت تصب في نفس الإتجاه، وهو إطلاق “مسار التنمية”.

إن “مسار التنمية” ليس مجرد شعار لهذا المؤتمر، بل هو ثقافة ونهج وممارسة وبرامج مستقبلية، كما أن مرجعية “الديمقراطية الإجتماعية”، هي المولد للأفكار وهي القيم التي على ضوئها يتم وضع التصورات وبناء البرامج، من أجل تحقيق “مسار التنمية” بروح وطنية غيورة.

وإن من تجليات التزام الأحرار بتحقيق هذا الهدف، حرصه الكبير على عدم هدر الزمن في الصراعات الجانبية. ولعلكم تتذكرون الكم الهائل من الهجمات التي شنت على الحزب وقياداته، والتي سخرت لها وسائل شتى وصممت لها الإشاعات والأكاذيب.

 

 

وتمكن حزبنا ولله الحمد، وفي ظرف خمس سنوات من البناء والإنتاج والعمل المتواصل، من تصدر المشهد الحزبي المغربي بجدارة واستحقاق، وتحقيق نتائج كبيرة على كل المستويات، فأصبح الأحرار اليوم حزبا رائدا ومنظما ومنسجما ومنتجا للأفكار.

ولا أدل على ذلك من قدرته على تنظيم 82 مؤتمرا إقليميا ناجحا، استعدادا لمؤتمرنا الوطني الذي تعكس جودة تنظيمه وأشغاله، ذلك النجاح الجماعي الذي توافقنا عليه في محطة مؤتمر الجديدة.

 

وبهذه المناسبة، أتقدم بجزيل الشكر للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، على عملها الذي تميز بانخراط قوي وتعبئة كبيرة وعمل جاد ومسؤول.

خلال التحضير للمؤتمر، كان نقاش مهم على النتائج وعلى كيف يرى المناضلون العمل داخل الحزب مستقبلا؛

كذلك، في الأيام الماضية، تم تجديد هياكل التنظيمات الموازية، في مختلف الجهات والأقاليم، في جو من المسؤولية والانسجام والتفاهم؛

وهذا الأمر يشعرنا بالفرح، لأنه يزيد من حماسنا، فهنيئا للجميع بهذا النجاح في التنظيم وفي التعبئة.

 

لكن مازالت تنقصنا بعض الأمور:

المناضلين، المنتخبين، الشباب والنساء يجب أن يأخذوا الكلمة وألا يتركو الساحة شاغرة؛

  • يجب أن نتواصل مع المواطنين بشكل جماعي ونشرح لهم برامجنا والعمل المهم الذي نقوم به، سواء في الحكومة أو في الجماعات، وأثر ذلك عليهم وعلى أسرهم؛
  • يجب أن نقف بشكل جماعي مع المناضلين والمنتخبين وعلى القياديين والحكومة، وندافع على حصيلتنا؛
  • يجب ألا نقبل بتبخيس المجهودات وأن نجيب المشوشين والعدميين
  • حان الوقت لنعكس بشكل جماعي فخر الانتماء، الذي نشعر به بيننا، لأنه نابع من الإيمان بقيم وبمبادئ، وبقدرة على التغيير والإصلاح.

 

وإن تواجدنا اليوم في هذه القاعات وفي كل الجهات ومن خارج أرض الوطن أيضا، ليس بغرض الوقوف على ما تم إنجازه وترصيد مكتسباته فقط، بقدر ما هو تدشين لمرحلة جديدة في حياة هذا الحزب الذي راهن عليه المغاربة لقيادة المرحلة المقبلة.

هي إذن مسؤولية مضاعفة، نجد أنفسنا اليوم كحزب حي ومتفاعل أمام مسؤولية النجاح في تحملها، وهو ما يتطلب منا المزيد من الإبداع في برامجنا والمزيد من الحضور في الميدان وكذلك المزيد من التنظيم والانسجام والتواصل باستمرار.

إنها مسؤولية كبيرة أمام جلالة الملك والوطن وأمام التاريخ، وهي كذلك فرصة تاريخية للأحرار ليظهروا فيها إخلاصهم ومعدنهم الأصيل وتفانيهم في خدمة بلادهم.

 

نحن اليوم في مرحلة جديدة، المطلوب منا إنجاح الإنتقال من الهيكلة والفوز في الانتخابات، إلى تكريس النجاح بالوفاء بالوعود والإلتزامات.

في هذا المؤتمر، رفعنا شعار “مسار التنمية” ونقترح أن هذا الشعار يتحول لمشروع الخمس سنوات المقبلة، من خلال مجموعة من البرامج، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الجديد للحزب داخل الحكومة، مع الحفاظ على الدينامية وإيقاع الاشتغال المرتفع.

“مسار التنمية” أيتها الأخوات والإخوة، يحتاج منا مجهودا كبيرا، ويحتاج للرجال ونساء وشباب الحزب، بهم سنبني قدرة الحزب على الإنتاج والإنجاز والإبداع والعمل المستمر.

نريد نساء ورجال الأحرار أن تكون عندهم قريحة الدفاع على قناعات جميع المغاربة، بكل شجاعة وبكل جرأة وبالإلتزام والأمانة والإخلاص.

 

ولقد آمن الأحرار، “أيها المناضلون أيتها المناضلات”، بأن العمل الحزبي لا يستقيم بدون إشراك جميع الفئات، وعلى رأسها فئتي الشباب والنساء.

 

ولهذا، فقد كانت بداية المسار بهم ومعهم وإلى جانبهم. إذ مباشرة بعد تأسيس منظماتهم، عهد لهم الحزب بمسؤولية التكوين والتأطير والتواصل، ومكنهم من المساهمة في اتخاذ القرار الحزبي على أعلى مستوى، كما أشركهم في تحقيق الإشعاع للأحرار وطنيا ودوليا.

 

وكان لشبيبة الأحرار دور كبير في إعطاء نفس جديد للحياة السياسية في صفوف الشباب، من خلال إثارة النقاشات الهادفة حول جدوى العمل السياسي والحزبي وأهميته للشباب، ومن خلال الترافع عن القضايا الشبابية ذات الأولوية كالتكوين والشغل والثقافة والفن والرياضة وغيرها.

 

واستطاعوا من خلال جامعاتهم الصيفية وبرامجهم الحوارية وأنشطتهم المحلية والإقليمية والجهوية وتواجدهم المستمر في الملتقيات الكبرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ الرفع من أداء الأحرار ومن حضوره الدائم في الساحة السياسية.

 

ولا زال الرهان على الشباب من أولويات الأحرار، لأننا نؤمن كما قلنا سابقا بأن الشباب جزء من الحل، وبهم تخلق نخب الغد.

وسيواصل الأحرار سياسته الانفتاحية في وجه الطاقات والكفاءات الشابة منها على الخصوص، وسوف يتضمن المسار الجديد للحزب “مسار التنمية” برامج موجهة للشباب، من شأنها أن تساهم في تكوين وتأطير جيل جديد مؤهل وقادر على قيادة سفينة الأحرار مستقبلا، في رؤية شاملة.

 

ونحن على أبواب 8 مارس، لا بد أن نستحضر تقدم المرأة المغربية في كل المجالات، ونشكر جلالة الملك على الثورة الاجتماعية التي أحدثها في مجال حماية حقوق المرأة والرقي بمستوى تواجدها السياسي والثقافي. ونحن في التجمع نواصل مسار تحفيز دخول المرأة إلى كل الميادين ومراكز صناعة القرار.

 

حزبنا اليوم يضم نساء وزيرات في قطاعات جد حيوية، ونساء في عمودية كبــريات المدن، وبرلمانيات شابات وذوات خبرة وحنكة سياسية،

بالإضافة إلى المئات من المستشارات الجماعيات والمناضلات في كل هياكل ومنظمات الحزب.

 

وأنا أدعوا كل القوى الحية إلى الدفع بثقافة الإنصاف والرقي بمستوى التمثيلية الفعلية للمرأة والاستمرار في المنطق الذي أرساه جلالة الملك.

 

 

أيتها المناضلات أيها المناضلون،

 

لقد وثق الحزب في مناضليه ورشحهم في الانتخابات الماضية بعد أن مكنهم من التكوين الكافي، وبعد أن تشبعوا بمنهجية الإنصات والتشاور، وبعد أن زودهم ببرنامج وطني قوي وواضح وبرامج محلية مضبوطة وقابلة للتنزيل. ولقد تمكن أكثر من 10.000 منتخب من كسب رهان الاستحقاقات.

حضورنا اليوم كمنتخبين قوي، في المؤسسات التشريعية وفي الأقاليم وعلى رأس الجماعات الترابية من جماعات محلية أو مجالس إقليمية أو جهوية أو في الغرف المهنية وغيرها من مواقع المسؤولية، وهي مسؤولية جسيمة على عاتقنا: لابد لنا جميعا، كل من موقعه، الاجتهاد والتفاني، حتى نحقق التغيير الذي ينشده المواطنون.

ونحن اليوم في خضم إطلاق مسارنا الجديد “مسار التنمية”، في حاجة إلى الانتقال بأنفسنا من مرحلة من الثقة في النفس إلى مرحلة الإيمان بقدراتنا وإمكاناتنا في تحقيق أهدافنا وقراراتنا. ولتحقيق هذا الانتقال لا بد من العمل على تنمية هذه القدرات والإمكانات، بالمزيد من التكوين والاشتغال، والأهم من ذلك، التحلي بالاستقامة وبنظافة اليد والعمل وفق مبادئ الحكامة الجيدة.

هذه هي النخب السياسية التي يعول عليها الحزب.

 

 

 

أيتها المناضلات، أيها المناضلون،

لقد اشتغلنا طيلة السنوات الخمس، على التأسيس لعمل سياسي يقوم على المبادئ وعلى التعاقد من أجل النجاعة، ولقد ساهمنا والحمد لله في وضع تصورات جديدة وإطلاق برامج وفق هذه التصورات، مكنتنا مما تحقق اليوم، ولم نكن نغفل في أي من خطواتنا قيمة الإخلاص والتي بدونها لا معنى لأي عمل.

  • الإخلاص للدين والوطن والملك،
  • الإخلاص للحزب ومبادئه،
  • الإخلاص و الوفاء في الوعود والالتزامات تجاه المغاربة.

ومتى كان الإخلاص ثقافة ونهجا في عملنا، فلن يتسلل إلينا الشك أو يتربص بنا الفشل، ومتى كانت العزيمة ملازمة للإخلاص، سيصبح تجاوز الرهانات والتحديات المستقبلية مسألة وقت فقط.

ولذلك، أيتها المناضلات، أيها المناضلون، فإن النجاح في المحطات القادمة، وعلى رأسها محطة الإنتخابات المقبلة، رهين بنجاح “مسار التنمية” الذي نطلقه في هذه المحطة، وإن نجاح هذا المسار يمر حتما من نجاح التجربة الحكومية التي نقودها اليوم.

لذلك، فإن طريق النجاح يبدأ الآن:

  • يبدأ باختيار المناضلين الأنسب للمرحلة القادمة.
  • يبدأ بالإخلاص والعزيمة في العمل الحزبي الجماعي لإنجاح التعاقد الجديد والوفاء بالالتزامات.
  • يبدأ بالثقة في قرارات الحزب وفي قيادييه.
  • يبدأ بإعمال الممارسة الديمقراطية الداخلية في هياكلنا وتنظيماتنا.
  • يبدأ بمواصلة التواصل والتشاور مع المواطنات والمواطنين.
  • يبدأ بالتعبئة الشاملة لصد الهجمات حفاظا على وحدة الصف وثقة المواطنين.

 

 

الأخوات والإخوة،

مناضلات ومناضلي حزب التجمع الوطني للأحرار،

 

“من لا يشكر الناس لا يشكر الله”،

 

ولا تفوتني هذه الفرصة، وأنا ألقي هذه الكلمة في افتتاح هذا المؤتمر الوطني، دون أن أشكر الجميع.

 

لذلك فإنني أتقدم بالشكر الجزيل،

  • أولا لملك البلاد نصره الله، والذي وضع ثقته في شخصنا وفي الأحرار، لتشكيل حكومته.
  • لعموم المواطنين والمواطنات الذين يثقون في الأحرار لقيادة المرحلة.
  • لقادة الأغلبية ومن خلالهم للأحزاب المشاركة في الحكومة الذين يعملون معنا في انسجام ووفاء وتكامل.
  • لجميع مناضلات ومناضلي التجمع الوطني للأحرار الذين اشتغلوا دون انقطاع لمدة خمس سنوات.
  • لأعضاء المكتب السياسي المنتهية ولايتهم. شكرا لكم على قيادتكم سفينة الأحرار بعزم وثبات طيلة الخمس سنوات الماضية.
  • لكل من ساهم من بعيد أو قريب في نجاحنا الجماعي، للوصول إلى هذه اللحظة الفارقة من تاريخنا الحزبي.

 

شكرا لكم جميعا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاـته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى