نداء من قلب الصحراء: مهرجان الرحل الدولي يحتفي بالتراث ويحمي البيئة
محاميد الغزلان تحتفي بالتراث

في قلب الكثبان الذهبية لمحاميد الغزلان، وعلى أطراف وادي درعة، شهد العالم في أبريل 2025 حدثًا استثنائيًا حمل بعدًا فنيًا وثقافيًا وبيئيًا بامتياز.
فقد احتفل مهرجان الرحل الدولي بنسخته العشرين، جامعًا بين الموسيقى والفنون وورشات التوعية البيئية، ومُطلقًا “نداء محاميد الغزلان” من أجل حماية صحاري العالم من التغيرات المناخية المتسارعة والأنشطة البشرية المهددة لتوازنها.
تحت شعار “مدينة بلا أسوار في قلب الصحراء”، نظم مهرجان الرحل الدولي من طرف جمعية رُحّل العالم ما بين 10 و13 أبريل، حيث استقبل عشرات الفنانين المحليين والدوليين، الذين أحيوا حفلات موسيقية في الهواء الطلق، كما شهدت التظاهرة معارض للحرف التقليدية، وعروضًا لفنون الطهي المحلي، أبرزت غنى وتنوع التراث البدوي المادي واللامادي.
في مبادرة بيئية رائدة، شارك المئات من زوار المهرجان وسكان المنطقة يوم السبت 12 أبريل في حملة تنظيف للكثبان الرملية، انطلقت من محيط القصر القديم،
حيث تم جمع كميات كبيرة من النفايات، في خطوة رمزية وعملية تعكس الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على نقاء وجمالية البيئة الصحراوية الهشة.
وتخللت فعاليات المهرجان ندوات وورشات عمل ناقشت مواضيع حيوية مثل إدارة الموارد المائية، مكافحة التصحر، والتنمية المستدامة في المناطق القاحلة، بمشاركة خبراء دوليين، وممثلين عن منظمات غير حكومية، وباحثين، ليشكل المهرجان بذلك منصة فكرية تُثري الحوار حول تحديات المناخ والصحراء.
وجاءت اللحظة الفارقة مع إطلاق “نداء محاميد الغزلان”، وهو إعلان رسمي يطالب بضرورة الاعتراف بالصحاري كتراث طبيعي حي، ودعم المجتمعات البدوية التي تتعايش معها وتحافظ على توازنها، إلى جانب الدعوة إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل حماية هذه البيئات من التدهور المستمر.
في زمن يتسارع فيه التغير المناخي، تصبح مثل هذه المبادرات ضرورية لتذكير العالم بأن الصحراء ليست فراغًا جغرافيًا، بل ذاكرة حية، وهوية ثقافية، ونظام بيئي دقيق يحتاج إلى رعاية ودعم. فنداء محاميد الغزلان ليس فقط صرخة محلية، بل رسالة إنسانية وبيئية موجهة للعالم أجمع.