برنامج مسار نساء في الواجهةبورتريه

أكادير:“محجوبة ادبوش” حاضنة الأمهات العازبات وأطفال متخلى عنهم

ادبوش فتحت قلبها للنساء العازبات للبوح بمشاكلهن

من متابعات حنان كرامي محجوبة ادبوش

حمل بدون زواج فأم عازية، وطفل زنا معادلة صعبة الحل في مجتمع يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج تعد باطلة، وتعرض أطرافها لمجموعة من النعوت ك”عار، فضيحة، وحرام”، من هذا الواقع برزت شخصية “محجوبة أدبوش” امرأة من زمن آخر ولدت من رحم الجرأة وعاشت في أحشاء التحديات وتنافرت مع أعراف مجتمع كامل وانتقدت وجهات نظر عريضة، و ناضلت من أجل مساندة الأمهات العازبات اللواتي يقصيهم المجتمع ويعاقبهم القانون والزمان.

السيدة محجوبة أدبوش من مواليد 1951، رئيسة جمعية “أم البنين” من عائلة محافظة تزوجت في سن ال 16 لتحظى بأمومة مبكرة لثلاثة أطفال توفي زوجها في حادثة سير مما جعلها تعيش شتى أنواع الظلم والتهميش كأرملة، لتلتحق بالمنظمة السويسرية “أرض البشر” والتي كانت أول منظمة أطلقت برامجها لمساعدة الأمهات العازيات في الثمانيات.

المغامرة، الاجتهاد، النضال، التضحية، والصبر، كلها صفات لمحجوبة أدبوش أهلتها لولوج العمل الجمعوي والغوص في تحدياته، حاضنة ومدافعة عن ثلاث فئات المعاقين مرضى القلب والأمهات العازيات، وتعتبر محجوبة أدبوش أول منسقة جهوية ووطنية لقسم أمراض القلب حيث تعاملت مع كبار الجراحين وبفضلها تم إرسال 378 طفل لسويسرا قصد ا لعلاج من أمراض القلب.

ادبوش أيقونة العمل النسائي، هذه المرأة العظيمة دافعت بكل حرقة عن موضوع تقشعر الابدان منه، موضوع  مسطر بخطوط حمراء في تقاليدنا وعاداتنا المغربية، فقد أبت ان تحتضن أطفال يعتبرون متخلى عنهم ولدوا خارج علاقات الحلال، تحدت العدالة لتمارس الانصاف في حق هذا الولد الغير الشرعي تطالب بالنسب والنقة والارث، دافعت بجرأة وبعفوية عن حق المراة العازبة والطفل دون خجل لتضمن حقوقهم إزاء الواقع الذي رفض بقوة العلاقة.

 محجوبة هي السيدة التي فتحت قلبها للنساء الراغبات في البوح عن مشاكلهن ، مثلت الام وكانت أيضا  الاسرة التي مسحت دموع النساء التائهات واحتضنت اليائسات من الحياة وجمعت شمل أطفالهن تحت رعايتها، واصبحت تلقب باسم “امي “الذي  يحمل الحنان والعطف والحب ، هذا الحب الذي كان سببا في البحث عن حلول لهن ولابنائهن  كرست حياتها لهم في عاصمة سوس .


المرأة التي كان تعاطفها أكثر مع الأمهات العازيات لتعيد تشكيل النظرة القديمة للمرأة العازية في الوسط السوسي والمجتمع المغربي بصفة عامة، وبذالك أصبحت أدبوش جدة للآلاف الأطفال رغم كل ما واجهها من صعوبات على ارض الواقع، ورغم ما وصفت به في مجتمع متشبث بأعراف وتقاليد مغلوطة، إذ كل الأصابع تشير إليها بطريقة سلبية لكنها كانت على قناعة أن الأم واحدة وليست هناك أم حرام وأم حلال.

وفي ظل كل هذه الضغوطات وقلة الموارد المالية، كانت “أرض البشر” المساعد الرئيسي لجمعية “أم البنين”، ولم تتردد أدبوش في قولها، “لقد حالفني الحظ بلقاء -أرض البشر-، كانت أكبر تجربة لي حيث ساعدوني في اكتشاف مشاكل بلادي، ولقد منحوني التأطير والحب وأعتقد أن -أرض البشر- لم تُُشكر بعد بالطريقة التي تستحقها.

لهذا ستظل محجوبة أدبوش سيدة قوية ورمز الكفاح ورغم تقاعدها في هذا الميدان ستبقى مرجعية وقاموس هذا المجال، فخبرة سنين جعلتها تقول بان مكانة المرأة كبيرة، والله كرمها في القرآن ومنحها جميع حقوقها، وتعتبر الزواج الشرعي حل لكل المشاكل التي يمكن أن تقع فيها الفتاة ،وقد دعت المغاربة لتشجيع الزواج وتيسير سبله حتى لا تتفاقم ظاهرة اللواتي يحملن بطرق غير شرعية.

ادبوش بصمت اسمها بحبر من ذهب لتظل ايقونة سوس بخدمتها مسحت دموع ادرفتها امهات عازبات في الم وصمت خوفا من مجتمع لم يتقبل الظاهرة ، فكانت لهن محجوبة اديوش الضوء والدفء.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى