أربعة أسئلة للبروفسور محمد عكوب لتجنب التصرفات غير المقبولة والاستمتاع بشهر رمضان
انقضى الثلث الأول من شهر رمضان، وما تزال تطفو على السطح بعض التصرفات المشينة التي تنم عن تغيرات سلوكية وتقلبات نفسية خلال هذا الشهر الفضيل، خاصة مع اقتراب ساعة الإفطار. في هذا الصدد، خص البروفسور محمد عكوب الخبير في علم النفس، وكالة المغرب العربي للأنباء بحديث كشف فيه عن الأسباب وراء هذه السلوكات والممارسات البعيدة كل البعد عن أهداف ومرامي شهر العبادة الذي يتطلب مراجعة الذات بشكل يضمن السكينة والطمأنينة وحياة عادية.
س1 – مع حلول شهر رمضان المبارك تظهر بعد التصرفات غير المقبولة من انفعالات وشجار وخاصة قبيل الإفطار، ما السبب ؟
ج// ما نلاحظه هو أن هناك بعض حالات الانفعال واضطرابات في السلوك والغضب والتوتر والقلق خاصة خلال النصف الثاني من اليوم خلال الشهر الفضيل. هذا المشكل ليس نتيجة الصوم بل راجع بشكل مباشر لطبيعة العادات في هذا الشهر من قلة النوم والتغذية غير المنتظمة والمتوازنة وكذا الإقلاع عن التدخين، مما ينعكس على الحالة النفسية للصائم التي تكون غير جيدة.
هذا غير مقبول لكونه يعبر عن مظاهر لا علاقة لها بهذا الشهر المبارك، والدليل على أن المسألة لا علاقة لها بالصوم هو أن هناك أناسا اعتادوا الصيام خارج شهر رمضان ويشتغلون دون أن يؤثر ذلك على طبائعهم.
وبناء على دراسات أجريت بالمركز الجامعي النفسي ابن رشد بالدار البيضاء ونشرت على إثرها مقالات في مجلات علمية عالمية، تبين أن الصوم بأسلوب ملائم وجيد يكون فيه تركيز الصائم عاديا دون أي انفعال، بل تكون حالته النفسية عادية كباقي الأيام، وفي بعض الأحيان يكون في مزاج أحسن.
س 2- كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع لتهذيب النفوس وتهدئتها وكذا تحقيق الغاية من هذا الشهر الفضيل؟
ج// في الجانب النفسي نتحدث عادة على المحفزات، أي كيف يمكن للإنسان أن يكون له هدف يشتغل عليه لكي يساعده على تفادي وتخطي كافة العراقيل والعقبات وتجاوز المشاكل التي تعترضه. في هذا الشهر بالذات، على الإنسان أن يضع نصب عينيه أن هذا الشهر هو شهر عبادة بعيدا عن التوترات وسرعة الغضب، مما يسهل شعيرة الصوم ويساعد على توفير القدرة على حسن التعامل مع الآخر وتجنب مواجهة الأشخاص العصبيين بنفس التصرف العدواني. يجب التحلي بالصبر والطمأنينة والاسترخاء النفسي من أجل التقرب من الله عبر هذه العبادة.
س 3 – لا شك أن عامل التدخين، خاصة في صفوف المدمنين له أثر مباشر ضمن الانفعالات، هل التوقف عن التدخين قد يكون حلا ؟ ما السبيل إلى ذلك ؟
ج // السؤال المتعلق بالتدخين أو المخدرات بجميع أنواعها يطرح نفسه دائما خلال هذا الشهر الفضيل، حيث إن أعراض التوتر والغضب تظهر منذ الأيام الأولى من التوقف عن استعمال أي مادة من هذا الصنف سواء تعلق الأمر بالسجائر أو التعاطي للمخدرات أو الكحول. هي فرصة ذهبية لتلقي العلاج في شكل تمرين من أجل تجنبها بشكل تدريجي ثم قطعي، وبالتالي الحد من مختلف مظاهر التوتر والغضب باستحضار الهدف المنشود من هذا الشهر الكريم.
س4- هل يمكنكم تقديم بعض الحلول للتخلص من الانفعالات الزائدة لضبط النفس والاستمتاع بالأجواء الرمضانية؟
ج // من بين النصائح التي يمكن تقديمها في هذا الشهر المبارك حتى يمر الصيام في أجواء وحالة نفسية وجسدية جيدة ومستقرة .. يجب التأكيد على ثلاث ركائز يتعين الحفاظ عليها في شهر رمضان وتهم أساسا التغذية والنوم والحركة.
التغذية يفترض أن تكون متوازنة ومتنوعة دون إفراط، خاصة ما تعلق بالنشويات، مع العمل على تقسيمها بين وجبتي الفطور والسحور الذي يكتسي أهمية قصوى لتحقيق التوازن في اليوم الموالي.
بالنسبة للنوم، لابد من أخذ القسط الكافي من النوم بمعدل أربع إلى خمس ساعات قبل السحور لكون هذه الفترة مهمة جدا، حيث تفرز مجموعة من الهرمونات للمساعدة على استكمال الصوم في حالة نفسية جيدة مع قوة التركيز. بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل الحركة عبر ممارسة رياضة المشي على الخصوص، مع المحافظة على الركائز المذكورة، ثم استحضار الهدف من الصيام المتمثل في التقرب من الله وكسب المزيد من التواب والمغفرة والإقلاع على المؤثرات النفسية .. أنذاك يمكن الاستمتاع بالأجواء الرمضانية في أبهي تجلياتها.