وسائل الاعلان تعدت الحدود و أفقدت الاعلان بريقه
وسائل الاعلان تعدت الحدود و أفقدت الاعلان بريقه
وسائل الإعلان كانت محدودة في الماضي ومعظمها كانت محلية بل وفي بعض الاحيان اقليمية او خاصة لمدن معينة واماكن محددة مثل الاسواق والشوارع وغيرها،حيث كان في الماضي الاعلانات تتكاثر قبل دخول اي مدينة بعدة كليومترات،اذكر قبل اكثر من نصف قرن من الزمان وفي طريق المدينة المنورة جدة كان حجم الاعلانات كبيراً جداً قبل الدخول الى مدينة جدة التي كانت ولاتزال مركزاً تجارياً هاماً للمملكة.
وكانت الاعلانات تغطي كافة جانبي الطريق الذي كان ذو اتجاه واحد ونظراً لما لهذه الاعلانات من تاثيرات سلبية ،منها انها كانت تزيد في نسبة الحوادث المرورية تم الغاءها واستبدالها باعلانات تجارية عن السلع والخدمات داخل المدن، بدلاً من خارجها حيث ساهمت في تجميل عدداً من الشوارع خاصة مع وضعها مابين عامود الإنارة او بالقرب من اشارات المرور.
في وقت لم يكن هناك من وسائل الاعلان الا القليل مثل: اعلانات الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية والشهرية حيث لم تكن هناك اعلانات في الاذاعة والتلفزيون الا من خلال تموين برامج المسابقات الاذاعية والتلفزيونية بالجوائز وكانت مسابقات شهر رمضان المبارك في مقدمة هذه البرامج التي يتم تموينها بالجوائز من قبل مختلف الشركات والمؤسسات ووكلاء بعض السلع والمحلات التجارية والبنوك وخطوط الطيران والفنادق وغيرها،
سواءاً كانت مالية او هدايا من نفس مايتم بيعه في المحل التجاري كذلك كانت هناك جوائز عبارة عن تذاكر سفر للداخل والخارج من قبل شركات الطيران.
اما الاعلانات التجارية المباشرة فلم تكن موجودة سواءاً في الاذاعة او التلفزيون الا من خلال تلفزيون لبنان خلال فترة الستينات الميلادية من القرن العشرين، حيث كانت هناك ثلاث قنوات تتبع لشركتين وهما: شركة التلفزيون اللبنانية وشركة تلفزيون لبنان والمشرق تبثان قناتين عربية وثالثة ناطقة باللغات الاجنبية وهي الانجليزية والفرنسية.
وكانت تقدم هذه القنوات العديد من الاعلانات التجارية المختلفة للسلع والخدمات باشكال مختلفة وافكار متعددة منها ماهو تمثيلي ومنها ماهو غنائي ومنها ماهو مباشر حتى الصحف والمجلات تقدم اعلانات عن ما يتم تقديمة في الاعداد القادمة اما عن الاعلان الاذاعي فقد بدأ مع اذاعة الشرق الاوسط من القاهرة التي كانت الاذاعة الوحيدة المصرية التي تقدم الاعلانات التجارية، وذلك خلال فترة الستينات الميلادية.
وفي بداية السبعينات بدأ التلفزيون المصري في تقديم الاعلانات التجارية مع رفض عدد من التلفزيونات العربية تقديم الاعلانات التجارية بعد ذلك بدات الاعلانات التلفزيونية تغزو معظم التلفزيونات العربية خاصة بعد نجاح الاعلانات في دور السينما واصحبت الاعلانات تاخذ العديد من اوقات البث.
وبعد ظهور الفديو منتصف السبعينات اصبحت الاعلانات التجارية تقدم وسط الافلام والمسلسلات والمسرحيات ومختلف البرامج الغنائية والرياضية والمنوعة مع استمرار الاعلانات في بعض التلفزيونات العربية ومنها السعودية باعلانات تموين برامج المسابقات فقط التي اصبحت كثيرة ومطورة وتقدم طوال العام جوائز ضخمة وصلت الى السيارات وغيرها من الجوائز الضخمة المغرية حقاً مما ادى الى قيام التلفزيون السعودي بادخال الاعلانات التجارية قبل انتهاء فترة الثمانينات الميلادية.
وبعد انطلاق البث الفضائي ازدادت نسبة الاعلانات في مختلف القنوات الفضائية حتى تحول الاعلان التلفزيوني من محلي الى عربي ثم عالمي من خلال العديد من الاقمار الصناعية متخطياً كافة الحدود واصبحت الاعلانات تقدم وسط المسلسلات ومختلف البرامج وذلك بايقافها بعدة فواصل عبارة عن اعلانات تجارية بل ووصل الامر الى ان البرامج المختلفة في القنوات الفضائية كانت تقدم وفق ماتريده وترغبه كبار الشركات المعلنة خاصة العالمية.
ومع بث المباريات الرياضية على الهواء ارتفعت اسعار الاعلان خاصة قبل بداية المباريات ومابين الشوطين وبعد نهايتها قبل الاستديو التحليلي حتى وصل الامر حالياً الى اعلانات سريعة وسط بث المباريات اما عن الاعلان الاذاعي فقد تطور كثيراً خاصة مع ظهور اذاعات خاصة مثل اذاعة مونتي كارلو في بداية السبعينات بعدها جاءت الاذاعات التجارية التي تبث على موجة FM التي تطور بثها الى وسائل الاعلام الحديثة عن طريق النت لتتحول من محلية الى دولية.
ومع الشبكة العنكبوتية ومن خلال وسائل الاعلام والاتصال الحديثة و عبر وسائل التواصل الاجتماعي ازدات نسبة الاعلانات في التويتر والواتساب واليوتوب والفيس بوك وغيرها مما ادى الى ان اصبح الاعلان التجاري من خلال هذه الوسائل يصل الى كل مكان وشبر من انحاء العالم خاصة بعد استخدام التلفزيون في بث مايتم وجوده من افلام ومسلسلات وغيرها من البرامج عبر اليوتوب في مشاهدة خاصة لكل من يرغب.
لذلك اختلط الحابل بالنابل واصبحت الاعلانات التجارية تقدم عبر هذه الوسائل بشكل مكثف ادى الى ان فقدت هذه الاعلانات التجارية بريقها واصبحت مملة ومزعجة خاصة انها كانت تعتبر متابعة مثل اي مادة تلفزيونية و بعد ان دخلت في كل ماهو موجود في اليوتوب حتى في تلاوة القرآن الكريم من هنا يجب تقنين الاعلانات التجارية وتقليل نسبتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وان تكن بطريقة مدروسة لاتسبب اي ملل او ازعاج للمتلقي الذي اصبح يشاهد الاعلانات التجارية اكثر من اي مواد اعلامية اخرى.
بقلم / أيمن عبدالله زاهد / المدينة المنورة