اخبار

الجزائر وفرنسا تعززان من الشراكة بينهما على جميع الاصعدة.. وأطراف مغربية تؤكد أنهما تسعيان الى محاصرة المغرب في إفريقيا

بدأت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن هذا الأحد زيارة رسمية إلى الجزائر يرافقها نحو نصف وزراء حكومتها لإعطاء “زخم جديد” وملموس للمصالحة التي بدأها رئيسا البلدين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون خلال نهاية في آب/أغسطس، فيما اعربت أوساط مغربية عن قلقها من هذا التقارب واعتبرته انه يتم على حساب مصالح المغرب، وبالخصوص في ظل استمرار التوتر بين باريس والرباط.

ورغم أن رئيسة الوزراء الفرنسية برمجت زيارتها بوضع إكليل من الزهور في “مقام الشهيد” الذي يخلد قتلى حرب الاستقلال (1954-1962) في مواجهة المستعمر الفرنسي، في العاصمة الجزائرية، فهي ستركز كثيرا على التعاون الاقتصادي والسياسي، لأن الملف الشائك حول الذاكرة الاستعمارية من اختصاص المؤرخين.

وستحاول رئيسة الحكومة بورن برفقة نظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمان التوقيع على اتفاقيات كبيرة بعدما لم تجتمع اللجنة على الوزيرين الأولين منذ 2017 بسبب المشاكل التي انفجرت وقتها.

وتهدف باريس من وراء هذه القمة تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين والحصول على كميات أكبر من الغاز المسال، وصفقات للشركات الفرنسية في مجال البنى التحتية وصناعة الأدوية، خاصة وأن الجزائر قد أغلقت الباب أمام الشركات الإسبانية بسبب موقف حكومة مدريد من ملف الصحراء الغربية ودعمها لمقترح الحكم الذاتي على حساب تقرير المصير.

كما تهدف باريس الى تعزيز الحوار بينها وبين الجزائر في ملف الأمن في منطقة الساحل بعد المشاكل التي تعاني منها في مالي بسبب اقتحام روسيا هذه المنطقة.

وتهدف الجزائر من وراء الزيارة الى تأكيد مكانتها كمخاطب رئيسي للدول الأوروبية ومنها فرنسا في قضايا شمال إفريقيا ومنها الصحراء الغربية وملف الطاقة، ونجحت الجزائر في مسعاها هذا بفضل حاجة الأوروبيين الى الغاز الجزائر في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

ولا تنظر أطراف مغربية بعين الرضا إلى هذا التقارب المكثف بين الجزائر وفرنسا، خاصة ان هذه القمة تأتي بعد شهر ونصف من زيارة ماكرون الى الجزائر والاتصالات الهاتفية بينه وبين تبون بين الحين والآخر، وآخرها اليوم الأحد، ساعات قبل بد هذه الزيارة.

وتتزامن الزيارة مع ارتفاع حدة الأزمة بين فرنسا والمغرب، حيث منعت الرئاسة الفرنسية وزرائها من زيارة المغرب أو الاتصال بنظرائهم المغاربة، ولم يجر ماكرون أي مكالمة مع الملك محمد السادس الذي غادر باريس أمس السبت بعد أكثر من أربعة أشهر في العاصمة باريس، ورفضت السفارة الفرنسية نسبة كبيرة من التأشيرات بمن فيهم لوزراء مغاربة سابقين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى