اخباراقتصاد

الذهب يتخطى حاجز 3200 دولار لأول مرة وسط تصاعد التوترات التجارية وتراجع الدولار

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً تاريخياً، متجاوزةً حاجز 3200 دولار للأوقية للمرة الأولى، يوم الجمعة، مدفوعةً بجملة من العوامل أبرزها تراجع الدولار الأميركي وتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين. يأتي هذا الارتفاع في وقت تتزايد فيه رغبة المستثمرين في التحوّط من المخاطر عبر اللجوء إلى الأصول الآمنة.

وارتفع السعر الفوري للذهب بنسبة 0.7% ليصل إلى 3195.09 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ في وقت سابق أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3219.84 دولار. وعلى مدار الأسبوع، حقق المعدن الأصفر مكاسب تقدَّر بـ5%. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.1% لتُسجّل 3213.40 دولار، وفقاً لوكالة «رويترز».

وربط إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في شركة «تيست لايف»، هذا الارتفاع الحاد بانخفاض قيمة الدولار الأميركي، قائلاً: «التحوّل المتزايد عن الأصول المقوّمة بالدولار، إضافة إلى الهبوط الحاد في أسواق الأسهم والسندات، يعكس حالة من عدم اليقين حول السياسات الجمركية، ما يخلق بيئة داعمة لارتفاع أسعار الذهب».

وسجّل مؤشر الدولار انخفاضاً بنسبة 0.5% أمام سلة من العملات الرئيسية، مما جعل الذهب – المُسعَّر بالدولار – أكثر جاذبية للمستثمرين خارج الولايات المتحدة.

وتزامن هذا التراجع في الدولار مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، مع تجميد تنفيذ رسوم إضافية على واردات من عشرات الدول الأخرى لمدة 90 يوماً. وردّت الصين بإجراءات مماثلة، رافعةً رسومها على المنتجات الأميركية، مما أثار مخاوف من تفاقم الحرب التجارية مجدداً.

وفي هذا السياق، توقّع المحلل كايل رودا من شركة «كابيتال دوت كوم» أن «يصل سعر الذهب إلى 3500 دولار للأوقية، رغم أن الطريق نحو هذا الهدف قد يكون مليئاً بالتقلبات».

ولا تقتصر العوامل الداعمة لارتفاع الذهب على التوترات التجارية، إذ تشمل كذلك ارتفاع مشتريات البنوك المركزية من الذهب، وزيادة التدفقات نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن، فضلاً عن توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتوترات الجيوسياسية في كل من الشرق الأوسط وأوروبا.

وأظهرت بيانات حديثة تراجعاً مفاجئاً في أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة خلال مارس، إلا أن المخاطر التضخمية ما زالت قائمة، مما يعزز الرهانات على أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة اعتباراً من يونيو، مع احتمالية تقليصها بنسبة تصل إلى نقطة مئوية كاملة قبل نهاية العام.

وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، سجّلت الفضة ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% لتصل إلى 31.21 دولار للأوقية، فيما تراجع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 935.42 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليبلغ 913.28 دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى