ثقافة

مخاض طيف..من دروب الغربة إلى حما الوطن

مخاض طيف.. ليس مجرد كلمات مرصوصة في عقد تفرد بجمالية نهلت من فيض اللغة وحلاوة الكلام،وإنما هو ايضا سيرة شاعر ارهقته الكلمات بكل ألوانها.. الوان الطيف او كما قال صديق عمره و رفيق دربه الكاتب الاعلامي يوسف الغريب ..
” مخاض طيف بالوان قوس قزح ..
طيف يختزل هذه العناصر كما في الطبيعة عبر الشمس والماء و الإضاءة.. “
انها كلمات ليست كالكلمات التي تغازل الروح لتبعث المشاعر النبيلة و الجميلة بل تفوقت.. وانطلقت كمارد الحكايات القديمة لتبعث القيم و المبادئ الإنسانية التي يرها الشاعر كحيل..” ضرورة الرجوع إليها لرد الاعتبار لجوهر الطبيعة الإنسانية الطافحة بالجمال الفكري و القيمي لكي نؤسس لمجتمع يعرف للحب مكانته كاملة و يفتح باب الأمل للمصالحة مع الذاكرة التي عانت الكثير من الوجع … “
مخاض طيف.. هو عشق وأمل متجدد كلمات تتدفق من ثغر حبيبة، تبتسم بها زهور الياسمين والاقحوان ،تغرد بها العصافير يتدفق بها ضياء الشمس، يبدد بها القمر ظلمة لياليه الموحشة ..تحرق اشباح الغربة لتعلن عن فجر جديد يتحدى المسافات و الأزمنة والمشاعر الضيقة. ليطير بالروح للفضاءات الرحبة التي لا تتسع الا للمبادئ التي توحد الإنسانية .
مخاض طيف …
كلمة تحدي و أمل وحب .. اطلقها الشاعر الحسين كحيل عبر ذلك الإنسان الذي يسكن ذاته..
” يا أيها الإنسان بداخلي لست وحدك ..لست وحدك …”
نعم ايها الإنسان..أيها الشاعر .. لست وحدك.. كل الكائنات معك .. كل الكون معك .. لنصرة الطبيعة في الإنسان والكون حتى تستقيم بالحب والسلام.
..من مرتع الطفولة ” مدينة الدشيرة الجهادية ” الى غياهب الغربة..
لم تفارقه محبوبته الجميلة لاحقته في دروب الغربة زاحمت خطاه في الأزقة والشوارع..وهي تناديه للعناق وللحياة..إلى أن عاد لها متأبطا احلامه الوردية ليصدق وعده و يفي بوعده ويتألق بها في عرس لا ينتهي.. بين الأحبة والصحاب..
” فما اجملك حين لا تخلف الوعود
حين تروي عطش هذا الحنين
وتزين بمجيئك هذا الوجود …”
كذلك نطقت جنبات المدينة الجميلة ” الدشيرة الجهادية ” بعودة حبيبها شاعرنا الحسين.. واسدلت له ضفائرها التي اغتسلت بمياه الأطلسي الممدود… ليفيض البوح .. وتغرد المشاعر …وتقف عقارب الساعة عند لحظة شاخ فيها الزمن وشبت جميع الكائنات.. عاد للعصافير ربيعها و ينابيعها.. وعاد للورد و الزهر عطره الفواح .. ودانت لشاعرنا لحظات يكتب فيها تفاصيل السفر ..
من دروب الغربة الى حما الوطن..عبر
” مخاض طيف “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى