اخبار

المثلية الجنسية .. بين الرهاب و الإرهاب !!

تعتبر المثلية الجنسية أحد أشكال الشذوذ الجنسي وهي حالة ميول المشاعر الرومانسية و الانجذاب الجنسي لأفراد من نفس الجنس و الرغبة في معاشرتهم.

و كمحاولة لتفسير هذه الحالة مال بعض الدارسين إلى الدمج بين العوامل الوراثية و العوامل الاجتماعية و البيئية لتفسيرها ، كما اعتبرها البعض ظاهرة طبيعية لا تحتاج إلى دراسات إو تفسير و أنها موجودة مع الإنسان منذ القدم وقد اعتبرتها معظم منظمات حقوق الانسان في العالم الغربي طبيعية جداً وليست حالة مرضية أو سلوكية شاذة .

لذلك تبنتها هذه المنظمات و اجتهدت في الدفاع عن حقوق المثليين بل و شرعت بعض دول العالم زواج المثليين من بعضهم البعض .

إلا أن الإشكالية لم تعد هي مسألة الاعتراف بحقوق هذه الفئة و الدفاع عنها ، فذلك أمر لم يعد يشغل الناس خاصة من هم ضد هذه الظاهرة .

بل الاشكالية هي التغول في الدفاع عنها لحد الفجور بل و فرضها على المجتمعات بشتى الوسائل غير آبهين باستفزاز مشاعرهم الدينية و المساس بأعرافهم و ثقافتهم و ثوابتهم الاجتماعية.

حتى أصبحت حرية المثلي و راحته فوق حرية و استقرار المجتمعات . و بالتحديد العربية و الاسلامية ، التي يراد لها التفكيك و خلق الصراعات داخلها بتسريب و ادخال مفاهيم و ظواهر شاذة مثل المثلية ،و كل ما يخالف طبيعتها و ثقافتها و اعرافها و معتقداتها .

ونحن في صراع يومي منذ عقود مع هذه المظاهر السيئة التي تسللت للفن و الرياضة و كل مرافقنا الاجتماعية و دعمتها منظمات و مؤسسات رسمية و غير رسمية في العالم كله ، إلا أن الجديد هو ما حصل مع لاعب كرة القدم السينغالي ” اديسا غانا غاي ” لاعب سان جرمان الذي رفض اللعب بقميص يحمل الوان قوس قزح رمز المثلية الجنسية في اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية الجنسية ورهاب المتحولين لدعم هذه الفئة الشاذة ، الشيء الذي عرضه للمحاسبة .

في واقعة تكشف بكل جلاء ثنائية المعايير التي تعتمدها هذه المنظمات في تقييمها للحريات .

المثلية و إن كانت ظاهرة شاذة ترفضها كل العقائد و الاديان و كل المجتمعات ألا فئات قليلة منها ترفع و توسع لها المحافل ، أما الانسان الذي يثبت على موقفه و ثقافته و معتقده الديني يدان و يحاسب .

وهل هناك شيء أقوى و أمر على الانسان من أن يجبر على التأقلم و معايشة بل و الخضوع لظاهرة لا يقبلها عقله و لا ضميره ؟ تتأفف منها إنسانيته بل و تهدد استمراريتها …

رهاب المثلية لم يعد دفاعا عن فئة شاذة كما مظاهر أخرى و سلوكيات مثل الدعارة و عقوق الوالدين و التمرد على قيم المجتمع كما روج في عدد من الاعمال الفنية مثل فيلم ” أصحاب ولا أعز ” الذي قامت ببطولته الفنانة المصرية منى زكي و نخبة من الممثلين العرب، ومن إنتاج شركة نيت فليكس ، بل وسيلة لاختراقها و قتل المثل العليا التي تؤمن بها و تفكيك انساقها الفكرية و ثوابتها الاجتماعية التي تشكل ضميرها الجمعي حتى يدفعونها للانتحار طواعية دون إطلاق أية رصاصة وهذا هو الارهاب بعينه وإن جاء متسترا تحت عباءة قيم مثل الحرية .

إن موقف اللاعب السينغالي ” اديسا غانا غاي ” و ردة فعل انصار الشذوذ الجنسي كشف الادعاءات الكاذبة لهذه المنظمات و الدول التي تدعي احترام حقوق الانسان ، و المعايير المختلة التي تعتمدها في احكامها و قراراتها ،
رهاب المثلية هو باختصار محاولة لتعميم ما هو شاذ على الأصل و الطبيعة وهذه ظاهرة مرعبة تهدد الانسانية و يجب مكافحتها و محاصرتها حتى تستطيع الانسانية الاستمرار بالشكل السليم الذي يضمن استقرارها و سعادتها .

بقلم نزهة الإدريسي / المملكة المغربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى