اخبار

المغرب يضطلع بدور كبير في مكافحة كراهية الإسلام

أكد خالد حاجي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن المغرب، بالنظر إلى المكانة التي يحظى بها في العالم العربي والإسلامي، يضطلع بدور رئيسي في مكافحة كراهية الإسلام.

وقال السيد حاجي، في حديث له، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، “لاشك أن المغرب، بحكم المكانة التي يحظى بها في العالم العربي والإسلامي، والقائمة على ركائز دينية متينة، والدعوة إلى إسلام معتدل ووسطي، يضطلع بدور رئيسي في مكافحة كراهية الإسلام”.

وقد تم اعتماد هذا اليوم الدولي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 مارس 2022، بقرار قدمته منظمة التعاون الإسلامي.

وانخرط المغرب بشكل فاعل في مسار التفاوض بشأن هذا القرار الذي يدعو، على الخصوص، إلى تعزيز الجهود الدولية لتشجيع حوار عالمي بشأن النهوض بثقافة التسامح والسلام على كافة الأصعدة، قائمة على احترام حقوق الإنسان.

وأكد الأمين العام السابق للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، أن المملكة تمتلك كافة الإمكانيات لفرض نفسها كـ “وسيط” بين العالمين الإسلامي والغربي.

وأضاف أن المهمة ليست سهلة، مشيرا إلى أن المصداقية التي تحظى بها مؤسسة إمارة المؤمنين لدى الشركاء، خاصة الأوروبيين والأمريكيين، تساهم في خلق فضاء للحوار بين العالمين، لا سيما في مواجهة تعدد الفاعلين باختصاصات متداخلة، بل وتباين الأجندات والأهداف والمصالح.

وفي ما يتعلق بموضوع “الإسلاموفوبيا”، يرى السيد حاجي أن هذه الظاهرة تزداد تطرفا بالموازاة مع تنامي الاعتداءات على المسلمين، سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأمريكية.

وحذر الرئيس السابق لمنتدى بروكسل للحكمة والسلم العالمي، من أن “المناهضين للإسلام يساهمون، من خلال تحريضهم على كراهية المسلمين، في تقويض قيم التماسك الاجتماعي داخل المجتمعات الغربية وتدمير قيم العيش المشترك”.

ويرى أن صعود التطرف في الغرب ينبع من شعور عميق بعدم الارتياح، مشيرا إلى أن “كراهية الإسلام والمسلمين ليست سوى حافزا يبرر التصرف اليائس لمجتمع على حافة الانهيار، سواء على مستوى القيم أو على مستوى الروايات التي من شأنها تجديد النموذج الغربي للحضارة”.

واعتبر أيضا أن “البريكسيت” قد أغرق أوروبا في أجواء مواتية للإيديولوجيات السيادية وكافة أشكال الانكفاء الهوياتي.

وأوضح أنه “إذا كانت أوروبا تعودت على نشر قيمها خارج حدودها، فهي الآن تحشد قواها حول خطاب يدعو إلى إغلاق الحدود كوسيلة لحماية هذه القيم نفسها التي كان ي قال عنها سابقا أنها كونية”.

وقال إن “الجهل بالإسلام واضح”، لافتا إلى أن هناك ظواهرا تتعلق بسوسيولوجيا الإسلام قد تكون مصدرا للقلق والمشاكل، وقد يكون عنوانها في هذه المرحلة محل نقاش يجب تحليله ونقده، بل وحتى مواجهتها بشكل مباشر من قبل المشرع.

وخلص السيد حاجي إلى أنه “مع ذلك، لا شيء يبرر الانزلاقات في الخطاب الإعلامي الذي يظهر جهلا شديدا بالإسلام وحضارته وقيمه”.

ويدعو القرار الأممي الذي أقر اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام “جميع الدول الأعضاء، والمؤسسات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدينية، إلى تنظيم ودعم مختلف الأحداث البارزة التي تهدف إلى زيادة الوعي بشكل فعال على جميع المستويات في مكافحة الإسلاموفوبيا”.

ويجدد النص التأكيد على أن الإرهاب، بجميع أشكاله ومظاهره، لا يمكن ولا يجوز ربطه بأي دين أو جنسية أو حضارة أو مجموعة عرقية.

ويشجع القرار الأنشطة الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل النهوض بالسلام والاستقرار الاجتماعي، واحترام التنوع والاحترام المتبادل، وخلق بيئة مواتية، ليس فقط على المستوى العالمي، بل أيضا على المستويات الإقليمية والوطنية والمحلية، من أجل السلام والتفاهم المتبادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى