المنتدى العالمي العاشر للماء: تثمين الموارد المائية في صلب النقاش الدولي
تستعد أندونيسيا لاستضافة أشغال المنتدى العالمي العاشر للماء من 18 إلى 25 ماي الجاري ببالي، وهو حدث سينكب على نقاش مجموعة من المواضيع المتعلقة بالماء، المادة الحيوية المهددة بتأثير التغيرات المناخية.
ويعتبر المنتدى العالمي للماء فضاء لتبادل الخبرات والنقاش ينظم كل ثلاث سنوات منذ انعقاد أول دورة بمراكش سنة 1997. ويشكل حاليا أكبر تظاهرة دولية مخصصة للقضايا المتعلقة بالماء.
ويرتقب أن تستقطب الدورة العاشرة للمنتدى المنظمة بشكل مشترك من طرف المجلس العالمي للماء والحكومة الأندونيسية تحت شعار “الماء من أجل الازدهار المشترك”، حوالي 17 ألف مشارك و30 ألف ضيف من 172 بلدا، من بينهم وفد مغربي مهم بقيادة وزير التجهيز والماء نزار بركة.
وستعرف هذه الدورة التي ستقام أشغالها بمركز المؤتمرات نوسا دوا ببالي تنظيم 350 جلسة بمشاركة رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، ورؤساء المنظمات الدولية، وكبار الموظفين، والجامعيين، ورجال الأعمال، وممثلي المجتمع المدني.
وسيكون من بين أبرز أنشطة هذا الحدث اقامة النسخة الثامنة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء.
وأحدثت هذه الجائزة التي تمنحها المملكة المغربية والمجلس العالمي للماء سنة 2002 تكريما لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتعتبر من بين الجوائز العالمية المرموقة في مجال الماء حيث تكافئ التميز في التعاون والتضامن في مجالات التدبير المستدام وتنمية الموارد المائية.
وتقام جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، وهي مفتوحة في وجه الأشخاص أو مجموعات الأشخاص أو المؤسسات أو المنظمات الذين قدموا مساهمة هامة في مجال الموضوع الخاص بالجائزة، كل ثلاث سنوات خلال الجلسة العامة الافتتاحية للمنتدى العالمي للماء.
وتم رفع القيمة المالية للجائزة إلى 500 ألف دولار أمريكي، وهو ما سيكون له وقع ايجابي في إنجاز عدد من المشاريع، في اتصال مع التطور العالمي الذي يعرفه مجال الموارد المائية.
وبحسب المنظمين سيتم تنظيم فعاليات منتدى “بالي 2024” وفق ثلاث مستويات، وهي المستوى الموضوعاتي الذي سيقارب التحديات المرتبطة بالماء ويقترح حلولا للمناقشة، والمستوى السياسي الذي سيمكن من إجراء نقاشات مع رؤساء الدول، والوزراء، والبرلمانيين، والسلطات المحلية، وسلطات الأحواض، والمستوى الإقليمي الذي يهدف لتقديم آفاق جديدة حول الماء من خلال الارتكاز على الاحتياجات المحلية.
وبحسب الموقع الرسمي للمجلس العالمي للماء، تسعى هذه الدورة لأن تكون “منصة فريدة حيث يمكن لمجتمع الماء وصانعي القرار السياسي التعاون وإحراز تقدم على المدى الطويل” في مواجهة التحديات العالمية للماء.
ودعا رئيس جمهورية أندونيسيا، جوكو ويدودو في رسالة نشرت على موقع المنتدى العالمي العاشر للماء لتوحيد الجهود من أجل “النهوض بالتدبير الفعال والمندمج للموارد المائية” وضمان “إمكانية تدبير واستخدام الماء لتحقيق الازدهار المشترك “.
وفي سياق عالمي يتسم بالتغيرات المناخية، دعا الرئيس الأندونيسي لإيلاء اهتمام خاص لجهود الحفاظ على الماء، وتوفير مياه نظيفة ومنشآت الصرف الصحي، والأمن الغذائي والطاقي، فضلا عن التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية من قبيل الفيضانات والجفاف.
وتوقف الرئيس الأندونيسي في هذا الصدد عند ست أولويات سيتم تسليط الضوء عليها خلال الدورة العاشرة للمنتدى، وهي “الماء من أجل الانسان والطبيعة”، و”الأمن المائي والازدهار”، و”التقليص من مخاطر الكوارث وتدبيرها” و”التعاون والدبلوماسية المائية”، و”التمويل المبتكر في قطاع الماء”، و”المعرفة والابتكار”.
من جهته أشار رئيس المجلس العالمي للمياء، لويك فوشون، إلى أن “منتدى بالي” يروم تحقيق هدفين رئيسين وهما “التأكيد على أن الماء والتطهير السائل هما أولويات سياسية و”إبراز أهمية الالتقاء النموذجي بين الابتكار والحكومات والتمويل لتوفير الماء لملايين الأشخاص”.