حسن كرياط
شهدت جهة سوس ماسة انهيارًا أرضيًا مفاجئًا أثار حالة من الاستنفار لدى السلطات والشركة الجهوية متعددة الخدمات. الحادث نجم عن انزلاق التربة بسبب كسر في القناة الرئيسية للمياه العادمة، التي تعرضت لتآكل شديد بفعل غاز كبريتيد الهيدروجين (H₂S). هذه القناة، التي تربط بشبكة المعالجة بالمزار، تتميز بقطر يبلغ 1.6 متر وعمق يتجاوز 9 أمتار، مع قدرة استيعابية تصل إلى 2000 طن في الساعة.
استجابة فورية لهذا الحادث، سارعت الشركة الجهوية متعددة الخدمات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، شملت تفعيل خلية أزمة لتنسيق عمليات التدخل مع السلطات المحلية، وتأمين محيط الانهيار بوضع علامات التشوير وتغيير مسارات السير لضمان سلامة المواطنين. كما تم العمل على ردم الحفرة وملئها لمنع توسعها والحد من الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية، إلى جانب تهيئة منطقة الأشغال وتعبئة فرق هندسية وتقنية متخصصة بأحدث المعدات، بالتعاون مع شركة مختصة ومختبر الدراسات LPEE. ومن بين الحلول التقنية التي تم اعتمادها تحويل مسار المياه العادمة عبر تقنيات الضخ المختلفة، تمهيدًا لإعادة تأهيل القناة المتضررة.
لم يقتصر الأمر على التدخل العاجل، بل تسعى الشركة إلى تعزيز استراتيجيتها الوقائية لتجنب وقوع حوادث مماثلة مستقبلاً. ويشمل ذلك تشخيصًا دقيقًا لشبكة القنوات باستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيرة (الدرون) والكاميرات المتنقلة، مع التركيز على المناطق الصناعية والقنوات الرئيسية الأكثر عرضة للتآكل. كما يجري اعتماد تقنية الترميم الداخلي للقنوات دون الحاجة إلى الحفر، مما يساهم في الحفاظ على سلامة البنية التحتية. وفي إطار الجهود المستمرة، تم تخصيص ميزانية تقدر بـ 100 مليون درهم لتنفيذ مشاريع ترميم وتجديد القنوات، إضافة إلى إطلاق مشروع لعزل المياه العادمة الصناعية عن الشبكة العامة عبر إنشاء قنوات خاصة بها، بتكلفة تصل إلى 200 مليون درهم، لضمان معالجتها بشكل مستقل.
يعد هذا الحادث تنبيهًا إضافيًا لأهمية صيانة وتحديث البنية التحتية لمواجهة المخاطر المحتملة. وتواصل الشركة الجهوية متعددة الخدمات جهودها لضمان استدامة شبكات الصرف الصحي وتحسين خدماتها بما يعزز سلامة المواطنين ويحافظ على البيئة.
