اهتمامات الصحف اليومية
اهتمت افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الإثنين، بعدد من المواضيع والملفات الراهنة، أبرزها إشكالية تشغيل الشباب في المغرب، وتداعيات التساقطات الثلجية على منطقة الأطلس الكبير، ورهانات إصلاح الاتحاد الإفريقي.
فقد تطرقت (ليكونوميست) لإشكالية تشغيل الشباب في المغرب، حيث كتبت أن عدد الشباب الذين لا يتوفرون على عمل ولا يخضعون لأي تكوين آخذ في الارتفاع، وأن وضعهم سيصبح عاجلا أم آجلا غير مقبول بالنسبة للدولة والمجتمع.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الشباب الذين تركوا لمواجهة مصيرهم يشعرون أنهم وصلوا إلى الحضيض، وأنهم لن يتمكنوا من الخروج منه أبدا، بحيث ينغمس بعضهم في عالم الجريمة، فيما ينخرط البعض الآخر في أنشطة بالقطاع غير المهيكل.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أنه بالإضافة إلى إصلاح النظام التعليمي، فمن المهم بنفس القدر الانكباب على وضعية الشباب الذين لايتوفرون على عمل أو تكوين، بحكم تواجدهم خارج المنظومة، من أجل الاستفادة بشكل أفضل من العائد الديمغرافي.
وتابع أن النماذج الجديدة لمؤسسات الفرصة الثانية هي الأنسب لخصوصيات هذه الفئة من السكان، بالنظر إلى أن بعض المؤسسات الموجودة بالفعل، مثل “مدرسة 1337″ و”يوكود” (YouCode)، تعرف إقبالا حماسيا، بالنظر إلى أنه لا يشترط التوفر على شهادة لولوجها.
ولفت إلى أن هذا النموذج من المدارس غير التقليدية “قابل للتطوير”، بحيث يمكن نشرها على مستويات مختلفة، وفقا للاحتياجات، في مخطط شراكة بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا أن هذا المسار “سيعطي الأمل للشباب الذين ليس لديهم آفاق، من خلال دعمهم لأخذ زمام المبادرة”.
من جهتها، اهتمت صحيفة (لوبنيون) بتداعيات التساقطات الثلجية على منطقة الأطلس الكبير، حيث كتبت أن التساقطات الكثيفة للثلوج التي شهدتها، في غضون يومين، شكلت بداية “كابوس طويل ومؤلم”، لأن سكان الدواوير الجبلية يعيشون طيلة موسم الشتاء على وقع شبح البؤس والصعوبات المناخية.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن مبادرات منظمات المجتمع المدني والسلطات العمومية، تحاول قدر المستطاع، توفير الدعم اللازم وتقديم المساعدة لهذه الفئات، لكن التأثير يبقى ضئيلا، طالما أن أوجه القصور بنيوية بالأساس؛ معتبرة الإجراءات المتخذة “سطحية” على الرغم من توالي الآثار طيلة الحكومات العقوبات.
وأكد كاتب الافتتاحية أن الإرادة السياسية موجودة والمشاريع المخطط لها بموجب قانون المالية لعام 2023 لفك العزلة عن هذه المناطق واعدة، بل إنها بدأت تؤتي ثمارها، كما يتضح من حوالي 26.000 كيلومتر من الطرق التي تم بناؤها على المستوى الوطني في إطار برنامج للحد من الفوارق المجالية.
وتابع أن تكلفة فك العزلة باهظة، وبالتالي فإن الانتهاء من هذه المشاريع لا يزال رهينا بتوفير موارد مادية وبشرية هائلة، في سياق تنهج فيه الدولة تقشفا للحفاظ على التوازنات المالية.
ولدى تطرقها لتحديات إصلاح الاتحاد الأفريقي، كتبت صحيفة (ليزانسبيراسيون إيكو) أنه بالنظر إلى أن الطريق إلى التنمية يمر عبر الهيكلة، فلا يمكن التعامل مع أداء الاتحاد الإفريقي من منظور الفعالية إلا إذا كان الإصلاح المؤسسي يتمحور حول الرهانات المستقبلية للقارة.
وأوضح كاتب الافتتاحية أن المغرب عبر عن استعداده للمساهمة في إعادة الهيكلة هذه التي ينبغي أن تعزز قدرات الاتحاد، لأن الهاجس، في الأساس، لا يتعلق بإعداد خارطة الطريق، بل هو في الجهد الجاد لتحقيق التقارب.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بتقارب الرؤى والطموحات نحو تنمية اقتصادية واستقرار اجتماعي واسع النطاق، خاصة وأن إمكانات تثمين موارد إفريقيا ومؤهلاتها لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير.
وخلص إلى أنه في جميع المخططات ذات الأولوية، ستحتاج الهيئات التنفيذية إلى تجاوز الطموحات العالية والعمل على أساس خطط عمل جماعية وواقعية ومرتكزة على النتائج.