ثقافة

بتطوان معرض تشكيلي للفنان يوسف نضري تحت عنوان “إجلال للتراب”

يحتضن رواق العروض لمركز إيكليل بمدينة تطوان معرضا تشكيليا فرديا للفنان يوسف نضري تحت عنوان “إجلال للتراب”.

ويتمحور المعرض الفردي للفنان التشكيلي يوسف نضري، الذي افتتح الجمعة الماضية وسيستمر الى غاية الثامن من دجنبر القادم، حول موضوع الأرض، ويعتبره المبدع، بمثابة النافذة التي يطل من خلالها على الجمهور تتويجا لمسار حافل من البحث الدؤوب عن هوية بصرية فائقة الجمال، شكلا وموضوعا.

فبعد نهله من ثقافة متنوعة انخرط فيها خارج الوطن، وتشبع بالكثير من الأسس والمقاييس الجمالية خصوصا بايطاليا مهد عصر النهضة، عاد التشكيلي يوسف نضري الى أرض الوطن متشبعا بحمولة ثقافية وبصرية هائلة جعلته يعمق البحث بأبعاد تقنية وفلسفية تختلف عن ما سبق في مساره الاحترافي كفنان.

وفي هذا السياق، اعتبرت ورقة تقديمية للمعرض أن هذه العودة الى أرض الوطن بالنسبة للفنان ليست بالجسد فقط، وإنما بالروح أيضا، فكل متتبع لمسار الفنان سوف يلاحظ أن هناك تطورا ملحوظا في التيمات والخامات المستخدمة في تشكيل العمل.

ففي عمل من أعماله هناك توظيف لتناقضات لونية مسطحة تجاور بعضها البعض مع تدرجات تنقل من أقصى العتمة الى أقصى النور والعكس، دون أن يحس المشاهد بعدم التوازن في جزئيات أو كليات المنجز التشكيلي الواحد. وهذا تماما يشبه، من وجهة نظر الورقة التقديمية طبيعة المغرب “الأرض التي ينتمي إليها الفنان” المعروف بالظل والضوء كمساحتين بارزتين تشكلان معا طبيعة نموذجية منفردة.

وأضاف المصدر أن هذه الظاهرة مشخصة حرفيا في أعمال الفنان يوسف نضري، وتعتبر هي روح وجوهر أعماله، كما تشكل العمود الفقري لفلسفته البصرية.

ويرى الناقد الفني عيسى عبد الوافي أن الفنان يوسف نضري يسعى دائما الى حرية فنية غير مقيدة في اختياره للألوان وتقنيات اللوحة ويبتعد عن القواعد الأكاديمية، ويعتمد بشكل رئيسي على مشاعره والحالة الروحية التي يختبرها اثناء تجربته الفنية، بالرغم من أن الفن يتبع أحيانا مقارنة التقنيات والأساليب.

وسجل الناقد أن التشكيلي نضري يمثل تجربة فنية متنوعة ، مشيرا الى أن هذا المشروع يتضمن 15 عملا على القماش ، وهو المعرض الفردي الأول من نوعه في المغرب، الذي يعكس تميزه وتفرده كفنان يعبر عن الإنسان والمجتمع من خلال إثارة الأسئلة الجماعية والاهتمام بالحياة المشتركة والتضامن.

وولد الفنان العصامي يوسف نضري بسلا سنة 1970، وبها ترعرع وصقل مهارات في الفنون التشكيلية باستلهامه من جمال وادي أبي رقراق وضفتيه.

وبعد قضاء خمس سنوات من رحلة ثقافية في إيطاليا، انتقل يوسف نضري الى عالم الموسيقى حيث تعلم عزف الكمان، ونجح في تقديم معارض فنية في مدن إيطالية مثل تورينو وفتينشا لأول مرة في 2009، ومن تم في مدن اسبانية مثل قادس وإشبيلية في عام 2014 قبل أن يعود بعد ذلك الى المغرب ليكرس وقته وجهده بشكل كامل للعمل الفني التشكيلي باحتراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى