بوتين يعرض وقف الحرب عند خطوط التماس في أوكرانيا ضمن مبادرة سلام محتملة مع ترامب
بوتين يعرض وقف الحرب مع أوكرانيا

في خطوة مفاجئة قد تعيد خلط أوراق الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم عرضًا لوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا عند خطوط المواجهة الحالية، في إطار مساعٍ دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام محتمل مع الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي، دونالد ترامب.
وبحسب التقرير، جرى هذا التطور خلال لقاء غير معلن بين بوتين والمبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، في مدينة سانت بطرسبرغ.
أفادت المصادر أن بوتين أعرب خلال الاجتماع عن استعداد موسكو للتراجع عن مطالبها بالسيادة على أجزاء من أربع مناطق أوكرانية محتلة جزئياً، وهي لوغانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، والتي لا تزال أجزاء واسعة منها تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وتمثل هذه الخطوة تحولًا لافتًا في موقف الكرملين، الذي سبق وأن أصرّ على ضم تلك المناطق باعتبارها “أراضي روسية”، بموجب استفتاءات أجريت تحت ظروف مثيرة للجدل في خريف عام 2022. ويبدو أن العرض الروسي الجديد يأتي في سياق مراهنة بوتين على تغيّرات محتملة في السياسة الأمريكية، في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من حملة ترامب أو من البيت الأبيض بشأن هذا اللقاء أو فحواه، كما لم تؤكد موسكو رسميًا صحة ما ورد في التقرير، ما يضفي مزيدًا من الغموض على طبيعة التحركات الجارية خلف الكواليس.
ويرى مراقبون أن هذا العرض قد يكون محاولة من بوتين لاستباق أي تصعيد عسكري محتمل من الجانب الأوكراني المدعوم غربيًا، وللاستفادة من اللحظة السياسية الأمريكية الراهنة، حيث تشهد الساحة الانتخابية منافسة محتدمة بين ترامب والرئيس الحالي جو بايدن.
يُذكر أن الحرب في أوكرانيا دخلت عامها الثالث، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأزمات إنسانية وأمنية متفاقمة في المنطقة، وسط تعثر جهود السلام واستمرار الدعم العسكري الغربي لكييف.
وإذا ما ثبتت جدية العرض الروسي، فقد يشكل ذلك بارقة أمل لإنهاء واحدة من أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.