اخبارميدمار الرياضة

رفع المنع عن حسنية أكادير: خطوة حاسمة في سباق البقاء وتأكيد على عودة الانضباط المالي

رفع المنع عن حسنية أكادير: خطوة حاسمة في سباق البقاء وتأكيد على عودة الانضباط المالي


أعلنت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بقيادة رئيسها عبد السلام بلقشور، عن رفع قرار المنع من الانتدابات الذي كان مفروضاً على نادي حسنية أكادير، بسبب تراكم النزاعات المالية المحلية والدولية التي ظلت عائقاً أمام الفريق لعدة مواسم.

ويأتي هذا القرار بعد اجتماع مطول جمع بلقشور برئيس النادي بلعيد الفقير، وممثل عن الشركة الرياضية للنادي، بهدف تدارس الملفات العالقة ووضع خارطة طريق واضحة تُمكن الفريق من تجاوز الأزمة الإدارية والمالية التي أثرت بشكل مباشر على نتائجه داخل الميدان.

وخلال هذا الاجتماع الذي دام أربع ساعات، تم التأكيد على أن الشركة الرياضية قامت بتسوية 41 ملف نزاع، فيما تبقت فقط أربعة ملفات سيتم التكفل بها مباشرة من طرف العصبة الوطنية، في إطار مداخيل منحة النقل التلفزيوني لموسم 2024-2025.

وفي منشور رسمي على صفحته، أكد بلقشور أن رفع المنع بات أمراً رسمياً، ما سيفتح الباب أمام الفريق السوسي للقيام بانتدابات جديدة خلال فترة الانتقالات المقبلة، استعداداً للموسم القادم، ولضمان أفضل الظروف الممكنة لإنجاح مشروعه الرياضي.

رغم هذا التطور الإيجابي، لا يزال الفريق يعيش على وقع ضغوطات المنافسة، حيث يحتل حالياً المركز الثالث عشر في جدول ترتيب البطولة الوطنية الاحترافية، برصيد 29 نقطة، جمعها من 8 انتصارات، و5 تعادلات، مقابل 13 هزيمة. ومع تبقي أربع جولات فقط على نهاية الموسم، سيواجه حسنية أكادير فرقاً قوية وهي الرجاء الرياضي، أولمبيك آسفي، الفتح الرياضي، والجيش الملكي، في مباريات تُعد مصيرية في سباق ضمان البقاء.

قرار رفع المنع من الانتدابات يُعتبر بمثابة شريان حياة لفريق يعاني من ضغوطات كبيرة داخل وخارج الملعب. فهو لا يفتح فقط الباب أمام تعزيز التركيبة البشرية، بل يمنح إشارات إيجابية على عودة الانضباط المالي للنادي، ما قد يُعيد الثقة للجماهير والشركاء المحتملين.

لكن في المقابل، لا يُمكن اعتبار هذا القرار حلاً سحرياً، إذ يبقى التحدي الأكبر متمثلاً في تحويل هذه المكاسب الإدارية إلى نتائج على أرضية الميدان. وأمام فريق الحسنية فرصة ثمينة لإعادة ترتيب أوراقه خلال المرحلة المتبقية من الموسم، ووضع خطة انتدابات دقيقة تستجيب لحاجيات الفريق، سواء في حال البقاء أو الهبوط.

كما أن اللقاءات المتبقية أمام أندية من الصف الأول تفرض على الطاقم التقني واللاعبين أعلى درجات التركيز والانضباط، في ظل تلاحم الرهانات الفنية والنفسية التي تميز المرحلة الأخيرة من الموسم.

رفع المنع عن الانتدابات لا يُعد نهاية الأزمة، بل هو بداية جديدة لمسار يتطلب رؤية واضحة، ومشروعاً رياضياً متكاملاً، يضمن لحسنية أكادير استعادة مكانته بين الكبار، ويُعيد إليه بريقه التاريخي كأحد أعمدة الكرة المغربية. الآن، الكرة في ملعب مسؤولي النادي، فإما البناء على هذا المكسب، أو العودة إلى دوامة الأزمات.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى