تراجع نسبي في نسبة ملء السدود بالمغرب وسط استمرار تحديات الإجهاد المائي والجفاف
بدأت نسبة ملء السدود على المستوى الوطني في التراجع نسبيا بعد سلسلة ارتفاعات قليلة نتيجة الأمطار الأخيرة التي عرفتها عدد من مناطق المملكة.
وفي سياق ذي صلة، بلغ حجم ملء السدود بالمغرب 4779.50 متر مكعب؛ بتاريخ الاثنين 6 يناير 2025، وهو ما يشكل نسبة 28.38 بالمائة. ورغم أن هذا الرقم يمثل تحسنا عن العام الماضي، حيث بلغت الاحتياطيات 3745.17 مليار متر مكعب (23.23% من السعة)، إلا أن الوضع العام لا يزال مقلقا في ظل العجز المستمر في الأحواض الرئيسية.
وتعتبر هذه النسبة 28.38 في المائة، مؤشرا على استمرارية خطر الاجهاد المائي بالمغرب وخطورة الوضع بالنسبة للموسم الفلاحي المقبل وهو ما يؤثر سلبا على نسبة النمو.
وأوضحت منصة ”الما ديالنا”، التابعة لوزارة التجهيز والماء، فقد سجل حوض زيز غير غريس أعلى نسبة امتلاء بلغت 55.77%، تلاه حوض تانسيفت بنسبة 46.01%، وحوض اللوكوس بنسبة 45.68%. في المقابل، سجلت بعض الأحواض نسبا أقل، مثل حوض ملوية بنسبة 37.29%، وحوض سبو بنسبة 37.49%، وحوض أبي رقراق بنسبة 36.85%.
وشهدت بعض السدود الرئيسية في المغرب تحسنا ملحوظا في نسب امتلائها مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت نسبة ملء سد حسن الدخيل بجهة درعة تافيلالت إلى 72.1% بعد أن كانت 26.9% فقط في يناير 2024. ويعزى هذا التحسن إلى هطول أمطار غزيرة في المنطقة.
كما سجل سد المنصور الذهبي، الواقع في حوض درعة واد نون، زيادة كبيرة في نسبة امتلائه التي بلغت 50.8% مقارنة بـ14% فقط العام الماضي، مما يعكس تحسن الظروف المائية في ولايات جنوب شرق البلاد. وفي السياق ذاته، تضاعفت نسبة ملء سد سيدي محمد بن عبد الله بالقرب من العاصمة الرباط تقريبا، لتصل إلى 38% مقارنة بـ18.3% خلال العام الماضي، ما يعكس تأثير الأمطار الموسمية على تحسين الأوضاع المائية في هذه المنطقة.
ورغم التحسنات في بعض المناطق، يعاني حوض سبو من نقص حاد في المياه، حيث سجلت المنطقة 96 ملم فقط من الأمطار بين شتنبر ودجنبر 2024، وهو انخفاض بنسبة 58% عن المتوسط الموسمي. كما أوضحت وكالة حوض مياه سبو أن التدفقات إلى السدود انخفضت بنسبة 86% منذ شتنبر، مما يعكس ست سنوات متتالية من الجفاف.
ويعرف المغرب منذ سنة 2018 عجزا كبيرا في التساقطات المطرية مما أدى إلى انخفاض الجريان السطحي والواردات المائية إلى السدود وكذا تطعيم الفرشات المائية، كما تميزت الفترة الهيدرولوجية 2018-2019 2022-2023 – 2024 بتوالي سنوات الجفاف، مع عجز بلغ على التوالي %54، 9%71. و%59، و%85. و 66% بالمائة مقارنة بمتوسط الواردات السنوية.
وكان للتساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مجموعة متفرقة من أقاليم المملكة وقع مهم على انتعاشة ثلاثة أحواض مائية بشكل مهم، بعدما عانت هذه الاحواض الثلاثة خلال السنوات الست الماضية من أزمة جفاف وتغير في المناخ غير مسبوقين.
وفي هذا الإطار، تحسنت الوضعية المائية، على مستوى أحواض ( كير-زيز-غريس؛ درعة-واد نون؛ وملوية)، والتي ارتفعت فيها نسبة ملء السدود بشكل مهم ستعود بالنفع على توفير مياه الشرب وكذا مياه السقي.