اخبار

ثلاثة أسئلة لحسن مسكين مؤلف كتاب “تحولات المعنى و الفكر في زمن الجائحة”

صدر مؤخرا عن مؤسسة الرحاب الحديثة ببيروت كتاب جديد للكاتب والناقد والأستاذ الجامعي حسن مسكين بعنوان ” تحولات الفكر والمعنى في زمن الجائحة”. وفي حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، كشف المؤلف عن دواعي ومضامين وأهداف هذا الكتاب، الذي تحدث فيه عن التحولات والمستجدات التي طرأت على المجتمع المغربي خاصة والعالم عامة، تزامنا مع تفشي فيروس كورونا المستجد.

السؤال 1 ــ ما هي دواعي إصدار هذا الكتاب في هذا الوقت بالذات ؟

// يأتي صدور هذا الكتاب ضمن توجه خاص يرمي إلى مواكبة المستجدات التي تحدث بالمجتمع في مختلف المجالات، لاسيما ما تعلق منها بالفكر والثقافة، مع تأكيد السمة الخاصة لهذا الإصدار الذي جاء في سياق خاص لحدث استثنائي يهم انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي فاجأ العالم بسرعته وتأثيراته القوية والشاملة لكافة مناحي الحياة.

السؤال 2 ــ ما هي أبرز مضامين الكتاب ؟

// يتحدث الكتاب أساسا عن جائحة كورونا التي خلفت تداعيات كثيرة ونتجت عنها تحولات متعددة، همت مجالات الاقتصاد والمجتمع والسياسة والمعرفة والثقافة، الشيء الذي وضع العالم كله والمفكرين والباحثين بصفة خاصة في مواجهة أسئلة كبرى جديدة لم تكن مطروحة ولا متداولة من قبل، وأخرى تعيد النظر في مجموعة من المفاهيم المتداولة، من جملتها تلك الأسئلة المرتبطة على سبيل المثال بمعنى العلم والصحة والمرض والموت والحياة والجسد والنفس والقرب والبعد والعزلة.

يمكن القول، من خلال الاستنتاجات التي توصلت إليها، أننا غير محصنين لا نفسيا ولا جسديا ولا معرفيا ضد ما قد يأتي فجأة من قبل الطبيعة، أو ما تخلفه آثار الإنسان المهووس بالتقنية والآلة والمزهو بقدرته الفائقة المتضخمة على التحكم في الطبيعة وتسخيرها لمشيئته.

فكثيرا مما كان يعتقد أنه يقين، هو إنجاز محدود قابل لأن ينهار ويندثر تحت تأثير قوة جبارة أو حدث عظيم، على النحو الذي جسدته جائحة كورونا. وإذا كانت انعكاسات الجائحة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كبيرة وقوية، فإن تأثيراتها في الجوانب العقلية والنفسية والصحية والجسدية والمعرفية والفكرية كانت أكبر وأقوى.

السؤال 3 ــ في ظل هذه التحولات والمتغيرات، ما هي مرامي وأهداف الكتاب ؟

ــ الكتاب في عمقه يريد أن يوصل فكرة أساسية كشفتها الجائحة، وهي أن الإنسان الراهن، رغم كل ما حققه من تراكم علمي وتقني، هو أضعف مما كان يعتقد، وأهون نفسيا مما كان يظن، وأقرب إلى الجهل منه إلى العلم.

من هذا المنطلق، فالكتاب إذن دعوة صريحة لإعادة النظر في المفاهيم والنظم (الباراديغمات) القائمة حول العلم والحقيقة والفكر والمعرفة والمعنى والجسد والنفس والحياة والموت والوجود، وذلك من خلال الانتقال بالفكر والعلم، من اليقين إلى اللأيقين، ليكون ذلك هو المعبر الذي قد يقودنا نحو فهم أعمق لذواتنا ولما يستجد حولنا من ظواهر وأحداث وتحولات، حتى ولو كانت قوية ومفاجئة وصادمة مثل الجائحة التي شهدها العالم مؤخرا.

يشار إلى أن كتاب “تحولات الفكر والمعنى في زمن الجائحة”، هو آخر إصدار لحسن مسكين الباحث والأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة. ويأتي عقب سلسلة من المؤلفات التي أبدعها الكاتب منها: “اللغة والفكر” (2014)، و”أزمة النخب العربية، الثقافة والتنمية” (2012)، و”النخب العربية والإسلامية” (2017)، و”الحياة السياسية في المغرب المعاصر” (2016)، و”التواصل السياسي، أسس الخطاب وأهدافه” (2022).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى