رجال في الواجهة

فتح الله لمغاري ، راهب الفن المغربي وداعا …

فتح الله لمغاري ، راهب الفن المغربي وداعا ...

في معقل العلم و العرفان و الفن المغربي الأصيل ، مدينة فاس ، ولد الفنان فتح الله المغاري عام 1940، ترعرع في أزقتها الشماء التي تنضح بعبق التاريخ في أسرة تشبعت بالموسيقى و الطرب الأندلسي و الفن الروحاني الصوفي كأغلب الأسر الفاسية العريقة .
هذه النشأة أهلته أن يكون أحد أعمدة الموسيقى و الطرب المغربي بل التفرد بنمط غنائي خاص كما جاء في وصف الفنان نعمان لحلو ..” إن الراحل كان مميزا في غنائه وألحانه وشعره، معتبرا أنه لم يكن يشبه شخصا آخر، بل ظل مميزا وحفر اسمه في الوجدان المغربي وفي التراث اللامادي، ”
ابدع في اللحن و الكلمة كما الأداء بصوته الشجي الذي يتسلل للوجدان ويصعد بالروح إلى ملكوت الصفاء و الحنين . وقد أبدع في رائعته ” رجال الله ” التي امتزجت موسيقاها العصرية بالشعبية مع الروح الصوفية .
حيث قال في كلماتها :
الحباب غابو و مشاو و خلاو دموع قوية
من يوم فارقونا ما جاو وانا يا رجال الله ضياق الحال عليا
………………………..

حنا زوار طالبين التوبة طلبو الله لينا يجمع الحباب
بعد الغيبة الطايلة و دموع العين سايلة
تصفى القلوب و الخبال يزول و ننساه
يمشي لزحام و الما يرجع نمجراه
اجمعنا يا ربي بالحباب ما قدرنا ننساهم
طال الفراق و طال الغياب و الشوق غلبنا
اصبرنا و ارضينا بالمكتاب ديما نترجاهم
يرجعو و يزول السحاب و تزول الغبنة

وبنفس الإحساس و الروح المتشبعة بروحانية الصوفية حمل الرسالة الوطنية لتتدفق منه كلما و لحنا في رائعته الخالدة ” صوت الحسن ينادي ” التي فاضت بها روحه و قريحته في لمح من الزمان حين التحم الشعب بالعرش في ملحمة المسيرة الخضراء لتحرير أقاليمنا الجنوبية . صدق بها قوله و صدق بها وعد الشعب لعاهله حين ناداه ليلبي نداء الوطن …

فكانت بعد التكبير :
الله اكبر الله اكبر
صوت الحسن ينادى بلسانك يا صحراء
فرحي يا رارض بلادى ارضك صبحت حرا
مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء

مسيرة امة وشعب بولادة وبناتة
شعارها سلم وحب والغادى سعداتة

حاملين كتاب اللة و طريقنا مستقيم
اخوانا فالصحراء يسالونا الرحم
يا قاصدين الصحراء ابوابها مفتوحة
مسيرتنا الخضراء نتيجة مربوحة
فيها امن و سلام تاريخ مجد
الوطن لاحرب بلا سلاح معجزة الزمان
اللة اللة
صوت الحسن ينادى بلسانك يا صحراء
فرحي يا رارض بلادى ارضك صبحت حرا
مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء
اللة اللة

والتي لم يسعها صوت واحد بل التحم فيها جميع مطربي الوطن ، بل و أضحت تضاهي النشيد الوطني . فلازمت الانشطة الملكية الرسمية .
رحمك الله فتح الله لمغاري ، ورحم روحا و صوتا سيظل يداعب فم الزمان و يطرب الأجيال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى