ثقافة

مسرحية “كونيكسيون”

مسرحية "كونيكسيون"

تدور مسرحية كونيسكيون التي أخرجها المخرج حسن بديدة وشخصها كل من حسن عليوي ومحمد أوراغ سيموكا،في محطة للقطار،حيث التقى شخصان غريبان وكان كل واحد منهما ينتظر وصول القطار في أية لحظة:علال شاب في عقده الثاني يحمل معه عدته للإلتحاق بثكنة عسكرية للقوات المساعدة قصد التدريب،والعربي شاب تائه يبحث دوما عن نقطة ضوء تنير له مساره لعله يهتدي بها إلى حلمه.
المسرحية التي ألف نصها الكاتب علي الداه لها رسالة مشفرة وخلفية تدعو من خلالها إلى مراجعة قيم المجتمع المغربي الذي بدأت تعرف تصدعا في بنيته والمحافظة على الهوية المغربية ومقوماتها وخصوصيتها من حيث العلاقات الأسرية والإجتماعية بشكل عام بعيدا عن مظاهر الإنفصال و الإنفصام وتعدد الأقنعة والوجوه والبرودة في العلاقات الإنسانية التي خلقتها للأسف هذه البرامج الإلكترونية.
وكانت فرقة مسرح الطلائعي بمدينة أكادير،قد قدمت عملها المسرحي الأخير بمدينة أيت ملول والموسوم ب “كونيكسيون”في إطارالاحتفال باليوم الوطني للمسرح،وهي من تأليف علي الداه،وإخراج حسن بديدة وتشخيص كل من الفنانين محمد أوراغ وحسن عليوي، سينوغرافيا البشير إركي وإدارة الخشبة لإبراهيم فم غليل.
هذا وفي قراءة له،أكد الناقد المسرحي محمد أيت لحساين أن مسرحية كونيكسيون” تستمد مقوماتها الجمالية والفكرية من خلفيات فلسفية متنوعة خاصة مسرح العبث وفلسفة الوجود،إنها منجزمسرحي قوامه الأداء الفرجوي الحي القائم على استرشاد عميق بتقنيات المسرح الطلائعي،وذلك فاء لنهج المايسترو حسن بديدة الذي يؤمن دائما بأن المسرح يجب أن يكون مشاكسا لكل الطابوهات”.
مضيفا أن نهج المخرج حسن بديدة هو نهج قائم دائما على “مشاغبة الفكر،ومخاطبة العقل،واستفزازالإحساس،كما نجد عند الآباء الروحانيين للمسرح الحديث كالرواد الطلائعيين كبرتولد بريخت وبيسكاتور وألفريد جاري وغروتوفسكي وأرطو…وكذلك لدى رواد مسرح العبث كصامويل بيكيت ويوجين يونسكو،هذا الأخيرالذي أكد أن أساس مسرح العبث هو محاولة تعرية الواقع وكشف زيف الشعارات”.
واعتبرالناقد في هذه القراءة أن مسرحية”كونكسيون”شبكة رمزية من الدلالات،لا تطرح تيمة موضوعاتية واحدة بل شبكة من الموضوعات،نجح العرض إلى حد كبير في التطريز بينها، من خلال طرح العديد من القضايا بالاستناد إلى الرمزية ودلالة الموقف الدرامي، فهنا مشكل التنمية وهناك آفة ما أضحي يعرف بظاهرة”المؤثرين الاجتماعيين “وهنالك إشكالية الثقافة والفن والتعليم والبطالة والوعي…كلها مواضيع نجح العرض في مشاكستها وطرحها بطريقة كاركاتورية مما جعل العرض متشعبا موضوعاتيا وفنيا.

وتجدرالإشارة إلى أن جمعية نادي المسرح الطلائعي من الجمعيات الرائدة على المستوى الوطني تأسست سنة 1990 بمدينة أكادير،جاعلة من أهدافها العناية بالثقافة المسرحية والسينمائية ودمج الشباب وتشجيعهم على الإنخراط في الحياة الفنية من خلال ورشات تكوينية أكاديمية.
ومن أشهرمسرحيات فرقة المسرح الطلائعي:ثرثرة في المقبرة،البركاصة،أمدوز،حظي راسك…بحيث تم تقديم مسرحياتها وعروضها بكل اللغات بالعربية والدارجة المغربية والأمازيغية والحسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى