نعيمة أم ريم: قائدة تعاونية محلية تقود التنمية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية
نعيمة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل السيدة هي منصة لتمكين المرأة في الأقاليم الصحراوية
في قلب الأقاليم الجنوبية المغربية، تبرز نعيمة أم ريم كرئيسة تعاونية تُعنى بإنتاج وتسويق المنتجات المحلية الخاصة بالتجميل، مسجلةً حضورًا قويًا كواحدة من القيادات النسائية التي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم اليد العاملة. كان شغف نعيمة الدخول لعالم التجميل أو الطب البديل وصناعة منتجات تجميلية طبيعية وفعّالة. السدة نعيمة بدأت رحلتها بالتعلم والتدريب في هذا المجال، سواء عبر المشاركة في دورات تدريبية أو الاطلاع على وصفات وطرق صناعة المنتجات الطبيعية، أثبتت نعيمة أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تكون قوة دافعة نحو تحقيق تنمية مستدامة وتغيير واقع المجتمعات المحلية.
السيدة أم ريم، الحاصلة على إجازة في الجغرافيا وعدد من الشهادات في صناعة الصابون، دراسة الأعشاب، الحجامة الجافة، وعصر الزيت، تقدم نموذجًا فريدًا للمرأة المتعددة المهارات. بعد سبع سنوات من العمل في تدريس اللغة العربية، اختارت هذه السيدة تغيير مسارها المهني لتصبح رئيسة تعاونية، حيث تستفيد من خبراتها التعليمية ومهاراتها الفنية لقيادة فريق عمل وتطوير منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات المجتمع. تعتبر هذه النقلة خطوة جريئة تحمل في طياتها تحديات جديدة، لكن إصرارها ورؤيتها الإيجابية يدفعانها نحو تعزيز دور التعاونية في التنمية المحلية وتقديم فرص اقتصادية للنساء.
تأسست التعاونية التي ترأسها نعيمة بهدف إنتاج وتسويق مجموعة من المنتجات التجميلية الطبيعية المستخرجة من البيئة الصحراوية. تشمل هذه المنتجات زيوتًا نباتية، مستحضرات تجميلية تقليدية، ومستخلصات عشبية فريدة تستفيد من الخصائص الطبيعية للنباتات الصحراوية. بفضل خبرتها وإدارتها الحكيمة، وبفضل الدورات التكوينية التي تمكنت نعيمة من بناء شبكة قوية لتسويق هذه المنتجات محليًا ودوليًا، ما ساعد في جلب المزيد من العائدات وتحسين مستوى الدخل للأعضاء العاملين في التعاونية.
نعيمة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل السيدة هي منصة لتمكين المرأة في الأقاليم الصحراوية. تمكنت التعاونية من توفير فرص عمل للعديد من النساء في المنطقة، مما أتاح لهن الحصول على دخل ثابت وتحقيق استقلالية مالية. تقول نعيمة: “نحن هنا لا ننتج المنتجات فحسب، بل نمنح النساء فرصة لتحسين حياتهن وتطوير مهاراتهن في مجال الصناعة التقليدية”
من خلال تقديم التدريب والدعم المستمر للنساء في التعاونية، تسهم نعيمة في تطوير مهارات اليد العاملة المحلية، ما يعزز من كفاءة وإنتاجية التعاونية. يتم تدريب النساء على تقنيات جديدة في الإنتاج، مما يمكنهن من تحقيق أفضل استفادة من الموارد الطبيعية المتاحة، مثل النباتات العطرية والزيوت المستخرجة من الصحراء.
لا يقتصر دور نعيمة على دعم النساء العاملات في التعاونية فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحفيز الاقتصاد المحلي ككل. من خلال توفير منتجات ذات جودة عالية، تمكنت التعاونية من جذب الأسواق الخارجية والمحلية، مما ساهم في جلب العملة الصعبة وزيادة الطلب على المنتجات المحلية. وتعتبر هذه الخطوة مهمة جدًا في تعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الصحراوية، التي تعتمد بشكل كبير على التجارة والمنتجات التقليدية.
تقول نعيمة: في تصريحها لبرنامج مسار نساء في الواجهة “هدفنا هو تعزيز الاقتصاد المحلي وجعل منتجاتنا جزءًا من التراث الوطني. نحن نعمل على استدامة هذه المشاريع ليكون لها تأثير إيجابي على أجيال المستقبل، كما تسعى تعاونية ريم الصحراوية للمنتوجات المحلية والتجميلية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تصب في مصلحة المجتمع المحلي، حيث تركز على تمكين النساء من خلال خلق فرص عمل مستدامة توفر لهن دخلاً ثابتًا يساعدهن في تحسين مستوى معيشتهن. كما تهدف التعاونية إلى الحفاظ على التراث المحلي عبر إنتاج مستحضرات تجميلية تعتمد على مكونات ووصفات تقليدية أصيلة، وتلتزم بدعم الزراعة المستدامة، مما يسهم في حماية البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي. وتطمح التعاونية إلى نشر الوعي بأهمية وفوائد المنتجات الطبيعية، وتسعى جاهدة لتقديم منتجات ذات جودة عالية تنافس المعايير العالمية، مما يعزز من ثقة المستهلكين بالمنتوجات المحلية ويبرز غنى الموارد الطبيعية في المنطقة
. بفضل جهودها، ساهمت نعيمة في تحقيق طفرة اقتصادية محلية، وجعلت من تعاونيتها نموذجًا يحتذى به في كيفية إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل فعال.
بقلم الاعلامية حنان كرامي
ميدمار ميديا جريدة إلكترونية مغربية تجدد على مدار الساعة.