“نفق الأمل”: مشروع الربط البحري بين المغرب وإسبانيا يعود إلى الواجهة بخطوات تنفيذية جديدة

عاد مشروع النفق البحري الذي سيربط المغرب بإسبانيا، عبر مضيق جبل طارق إلى دائرة الاهتمام من جديد، بعد توقيع اتفاقيتي تعاون تقني وأكاديمي بين البلدين، يوم الخميس الماضي في مدريد، بهدف إحياء الدراسات المتعلقة بالربط القاري الثابت بين إفريقيا وأوروبا.
وتتضمن الاتفاقيتان رقمنة الوثائق الهندسية الخاصة بالمشروع، وتعزيز الشراكة بين مراكز الدراسات والجامعات المتخصصة، كخطوة عملية ضمن خارطة طريق اللجنة المغربية-الإسبانية المشتركة.
ويأتي هذا التطور في سياق تحولات إقليمية تعيد صياغة أولويات الربط الجغرافي والاقتصادي بين الضفتين.
يمتد المشروع المرتقب على مسافة تقارب 28 كيلومتراً تحت مياه المضيق، ويهدف إلى إنشاء نفقين مخصصين للسكك الحديدية ونفق ثالث للخدمات، على غرار نفق المانش الذي يربط بريطانيا بفرنسا.
وسيُمكّن هذا الربط من دمج شبكة السكك الحديدية المغربية مع نظيرتها الأوروبية، مما سيعزز مكانة المغرب كمركز لوجستي قارّي، ويُفتح آفاقاً جديدة للتبادل التجاري والإنساني بين إفريقيا وأوروبا.
ورغم التحديات الجيولوجية والمالية التي رافقت المشروع منذ طرحه لأول مرة عام 1979، فإن تجدد الإرادة السياسية والدعم التقني والأكاديمي يعززان فرص تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس، في انتظار استكمال الدراسات التفصيلية وتحديد الجدول الزمني لانطلاق الأشغال.