ميدمار الرياضةميدمار العالمية

2022، العام الذي حازت فيه السنغال أول لقب إفريقي في تاريخها الكروي

شهدت السنغال خلال عام 2022، الذي يشرف على نهايته، سلسلة من الأحداث السياسية والرياضية، في مقدمتها تتويج منتخبها بطلا لإفريقيا في كرة القدم (كأس إفريقيا للأمم 2022)، التي أقيمت في الكاميرون، وذلك للمرة الأولى في تاريخها الكروي الطويل.

فبعد ثلاث سنوات من خسارة نهائي نسخة (2019 بمصر)، تمكن المنتخب السنغالي من الفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 2022، محرزا بذلك أول لقب له على الصعيد القاري .

وحاول المنتخب المصري استدراج منافسه السنغالي إلى الأشواط الإضافية، لتكرار سيناريو الأدوار الثلاثة التي سبقت المباراة النهائية، إلا أن “أسود التيرانغا”، بقيادة المدرب الوطني آليو سيسي، والنجم ساديو ماني، أفشلوا خطة الفراعنة وتمكنوا من الفوز عليهم بركلات الترجيح (0-0 ،4-3) .

وقد عمت الاحتفالات بتتويج “أسود التيرانغا” جميع أنحاء السنغال، حيث نزل الملايين من مشجعي المنتخب الوطني إلى الشوارع للاحتفال بهذا الإنجاز الكبير، الذي حققه رفاق خاليدو كوليبالي. وعلت أهازيج الابتهاج والسرور جميع أركان العاصمة دكار، ومختلف مدن البلاد. ففي مدينة دكار، تجمهر الآلاف من السنغاليين قرب تمثال “نهضة إفريقيا” الشهير، حيث تم تنظيم حفل موسيقي ضخم للنجم السنغالي والي سيك. وكان للاحتفال نكهة خاصة في المدن التي ينحدر منها “الأسود”، سواء بامبالي، وهي بلدة بإقليم موين-كازامانس، التي ينحدر منها النجم ساديو ماني، أو في مدينة سان لويس، مسقط رأس المهاجم إسماعيل سار. كما احتشد مشجعو “الأسود” إلى ساحة الاستقلال المؤدية إلى القصر الرئاسي، حيث استمرت الاحتفالات طوال ليلة 6 فبراير، التاريخ الذي سيبقى محفورا في ذاكرة الشعب السنغالي.

وأعقب هذا الإنجاز التاريخي، بعد بضعة أشهر، تأهل “أسود التيرانغا” إلى كأس العالم 2022 ، بعد تمكنهم من إزاحة المنافس ذاته ، المنتخب المصري .

وتمكن المنتخب السنغالي ، خلال مونديال قطر، من احتلال المركز الثاني في المجموعة (ألف) خلف هولندا ، ما مكنه من التأهل إلى دور الـ 16 ، غير أنه انهزم أمام إنجلترا بنتيجة 0-3. وتوقفت بذلك مغامرة أسود التيرانغا المحرومين من خدمات النجم ساديو ماني المصاب ، عند دور ثمن النهائي، وفشلت كتيبة آليو سيسي في مجاراة القوة البدنية لمنتخب “الأسود الثلاثة”، كما كان يأمل بذلك الملايين من السنغاليين.

على الصعيد السياسي، تميز عام 2022 بإجراء استحقاقين انتخابيين، وهما الانتخابات المحلية يوم 23 يناير، والتشريعية في 31 يوليوز، واللذين حققت فيهما أحزاب المعارضة تقدما على حساب الائتلاف الرئاسي الذي يقوده ماكي سال.

وعلى الرغم من أنه لم يفز إلا بفارق طفيف، عقب الانتخابات التشريعية ل 31 يوليوز، إلا أن الائتلاف الرئاسي تمكن من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية بفضل تحالف جديد.

وقد فاز الائتلاف الحاكم بهذه الأغلبية المطلقة (83 مقعد مقابل 82 مقعد للمعارضة)، بفضل النائب بابي ديوب، الرئيس السابق للجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الذي انضم للتحالف . وأعلن المجلس الدستوري أن عدد مقاعد ائتلاف الرئيس ماكي سال هو 82 مقعدا ، ما يمثل تراجع بالمقارنة مع 125 مقعدا المحصل عليها في الانتخابات التشريعية لعام 2017، وذلك من أصل 165 مقعدا في الجمعية الوطنية السنغالية.

أما تحالف المعارضة فقد حصل على 80 مقعدا برلمانيا، منها 56 لائتلاف “يوي اسكان وي” (تحرير الشعب)، بقيادة المعارض الرئيسي عثمان سونكو، و24 لائتلاف “والو السنغال” بزعامة الرئيس السابق عبد الله واد (2000-2012). وينتمي نائبا المعارضة الآخران إلى صفوف ائتلافين حزبيين صغيرين آخرين.

وفي الانتخابات المحلية التي جرت في 23 يناير 2022، أعلن ائتلاف المعارضة “يوي اسكان وي”، فوزه في العاصمة داكار، وفي المدن الرئيسية مثل تييس (غرب)، أو زيغينشور (جنوب كازامانس).

في داكار وزيغينشور، تم الإعلان عن فوز اثنين من المعارضين الشديدين للسلطة، وهما بارتيليمي دياس، وعثمان سونكو، المرشح الرئاسي لعام 2024. ومني العديد من وزراء الرئيس ماكي سال بخسارة في هذه الانتخابات، منهم وزير الصحة والعمل الاجتماعي، عبد الله ضيوف سار، في العاصمة داكار.

وشهد عام 2022 أيضا إعادة منصب رئيس الوزراء، الذي كان قد ألغاه الرئيس ماكي سال نفسه في عام 2019 بعد إعادة انتخابه.

وفي هذا السياق، صادقت الجمعية الوطنية على مشروع قانون بإعادة إحداث منصب رئيس الوزراء، حيث صوت النواب بكثافة على هذا المشروع.

ولتبرير إعادة هذا المنصب، أشار رئيس الدولة السنغالي وقتها، في لقاء مع قناتي RFI وفرانس 24، إلى رئاسته للاتحاد الإفريقي، ابتداء من يناير 2022، وقال “السنغال تتطلب منا اهتماما يوميا، وهو أمر الذي لا يمكنني القيام به لوحدي، لذا يجب أن يكون هناك رئيس وزراء للقيام بذلك”.

وكان وزير العدل في الحكومة السابقة، مالك سال، الذي دافع عن النص أمام النواب، قد برر إعادة إحداث منصب رئيس الوزراء بـ “ضرورات إنعاش الاقتصاد الوطني، وتنسيق أفضل لتنفيذ السياسات العامة”.

وبعد الاعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات التشريعية في 31 يوليوز، اختار الرئيس ماكي سال، وزير الشؤون الخارجية السابق أمادو با، ، لقيادة ما أطلق عليه حكومة “الكفاح”، والتي حدد أولوياتها، في تحسين القدرة الشرائية للأسر، واستقرار الأسعار، والأمن، والإسكان، والصرف الصحي، والتعليم، والتكوين المهني، والإدماج، وريادة الأعمال، وخلق فرص الشغل للمواطنين.

وبذلك يودع المواطنون السنغاليون عام 2022 وأنظارهم متجهة إلى عام 2023، الذي سيتميز بالشروع في استغلال حقول النفط والغاز في البلاد، على أمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تحسين وضعهم الاقتصادي، وأن يكون له تأثير إيجابي على حياتهم اليومية.

ووفق التقديرات، فإن استغلال حقل تورتو أحمييم الكبير للغاز ، وحقل النفط سانغومار من شأنه أن يجلب للسنغال ما يقرب من 888 مليار فرنك إفريقي في الفترة من 2023 إلى 2025.

ومع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى