300 شخصية سياسية وإعلامية توقع “نداء طاطا” للمطالبة بإغاثة ضحايا الفيضانات
وقّعت 300 شخصية إعلامية، سياسية، حقوقية، وحزبية، إضافة إلى فعاليات جمعوية، على “نداء طاطا”، الذي يدعو الحكومة إلى اتخاذ قرار يمكن ضحايا الفيضانات الأخيرة من الاستفادة من نظام الإعانة المخصص للأشخاص الذين لا يمتلكون أي تغطية أو تأمين. النداء يطالب بإعلان إقليم طاطا، الذي تضرر بشدة جراء السيول الجارفة، كـ”منطقة منكوبة”، وذلك بسبب محدودية الموارد المتاحة لفرق الإنقاذ، وضعف خطط الإخلاء وتهيئة الملاجئ، ما ترك العديد من الدواوير في عزلة تامة.
السيول تدمّر واحات وتخلف خسائر جسيمة
وأشار النداء إلى أن السيول أدت إلى جرف مساحات كبيرة من الواحات، وتدمير البنية التحتية الهشة، وانهيار منازل عديدة، ما أسفر عن فقدان أرواح وتجاوز قدرات التدخل المحلي، مما يتطلب تدخلًا وطنيًا شاملًا.
10 مطالب للحكومة
وضع الموقعون على “نداء طاطا” قائمة بعشرة مطالب للحكومة، أبرزها إعلان الإقليم منطقة منكوبة، وتوفير كل الموارد الوطنية اللازمة للدعم المالي واللوجستي، وإطلاق حملة إغاثة وطنية تلبي احتياجات السكان المتضررين، بالإضافة إلى إرسال فرق إنقاذ متخصصة ومستشفيات ميدانية لتقديم الرعاية الصحية العاجلة. كما طالبوا بإصلاح البنية التحتية المتضررة، بما يشمل الطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه، وتفعيل الرقابة على إنجاز مشاريع البنية التحتية، بعدما ظهرت هشاشتها بوضوح.
المطالب تضمنت أيضًا إحداث برنامج للتدبير المندمج للتخفيف من تداعيات الكوارث الطبيعية، مع مراجعة خطط الطوارئ على المستوى الوطني لتحسين الوقاية والتدخل السريع. ودعا الموقعون إلى إصدار قرار حكومي يتيح لضحايا الفيضانات الاستفادة من نظام الإعانة، مع تقديم تعويضات مالية للأسر المتضررة وتوفير سكن مؤقت للمشردين.
دعوات للتحقيق ومراجعة السياسات
دعا “نداء طاطا” أيضًا إلى فتح تحقيق في حادث الحافلة التي جرفتها المياه عند مدخل طاطا، ما أدى إلى وفاة عدد من المواطنين غرقًا، مع الكشف عن نتائج التحقيق للرأي العام. وطالب بتحويل الاهتمام الحالي إلى فرصة لمراجعة السياسات المتبعة في الإقليم واستغلال إمكاناته الطبيعية والبشرية للنهوض به اجتماعيًا واقتصاديًا.
لجنة “نداء طاطا” واستمرار الضغط
وأشار النداء إلى تشكيل لجنة خاصة لمتابعة تنفيذ هذه المطالب، عبر تنظيم لقاءات مع المسؤولين العموميين والسياسيين، وعقد ندوات وأيام دراسية. وفي تصريح لهسبريس، قال رشيد البلغيتي، منسق اللجنة، إن النداء جاء نتيجة حجم الكارثة الطبيعية، وتجاوز إمكانيات السلطات المحلية، مطالبًا الحكومة باعتبار ما حدث في طاطا كارثة طبيعية وفقًا للقانون، لا سيما مع تضرر السكان وظهور أوبئة مثل الأمراض الجلدية.
البلغيتي أكد أن هذا النداء لا يخص طاطا وحدها، بل هو تمرين وطني للتعامل مع أي كوارث مستقبلية في المغرب، داعيًا إلى توسيع الحوار مع الفرق النيابية ورؤساء الأحزاب والنقابات لدفع الحكومة نحو الاستجابة الفورية للمطالب.
ميدمار ميديا جريدة إلكترونية مغربية تجدد على مدار الساعة.