أكادير.. إطلاق تقرير الإستعراضي الطوعي المحلي الأول من أجل تحقيق التنمية المستدامة

فعالية إطلاق الاستعراض الطوعي المحلي الأول لمدينة أكادير / 25 أكتوبر 2030

كلمة الدكتورة سكينة عبد الإله النصراوي مديرة ملف التنمية الحضرية المستدامة

لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية الغربي آسيا (الإسكوا)

السيد مصطفى بو درقة، النائب الأول لرئيس مجلس جماعة أكادير السادة النواب المحترمين ممثلي جماعة أكادير

السيد عادل مفكر نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة السيد عبد السلام الندى مدير التخطيط بالمندوبية السامية للتخطيط

السيد الحسين العربي المدير الجهوي للمندوبية للتخطيط – جهة سوس ماسة السيدة رانيا هدايا المديرة بالانابة للمكتب الاقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والممثلة بالسيدة نجوى لاشين

السيد عبد اللطيف بوعزة مدير مكتب المغرب لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)

السيدة ريم ابو سمرا ممثلة منظمة المدن المتحدة والادارات المحلية – فرع الشرق الأوسط وغربي آسيا

السيدات والسادة الحضور من الخبراء والمخططين للتنمية المستدامة والتنمية الحضرية والمحلية، وممثلو

المجتمع المدني والدولي

السلام عليكم

من المملكة المغربية التي يلتقي فيها المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط والتي يتداخل فيها تنوع الطبيعة مع غنى الترات والثقافة وجمال المدن والقرى….

ومن مدينة أكادير لؤلؤة المحيط الأطلسي …. تجتمع اليوم لإطلاق تقرير الاستعراض الطوعي المحلي الأول المدينة أكادير والمملكة المغربية وشمال أفريقيا للتأكيد على أهمية العمل بجد للتقدم على المسار الوحيد نحو

المستقبل المرجو وهو مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وعند النظر في الأولويات لمواجهة تحديات التنمية المستدامة من الصعب تخيل مكان أفضل من المدن البدء منه وهذا ما ترجمته مدينة أكادير من خلال إصرار ومثابرة المدينة على مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ اهداف

التنمية المستدامة على الصعيد المحلي ورصد التقدم المحرز من خلال آلية شاملة وجامعة لجميع أصحاب

المصلحة

تعانى منطقتنا العربية من جملة متشابكة من التحديات لا تخفى على أحد وعلى مختلف الصعد من مستويات مرتفعة للفقر الى نسبة بطالة بين الشباب هي الأعلى في العالم الى عدم المساواة والعنف ضد المرأة في المساحات الخاصة والعامة الى الاحتباس الحراري والتصحر والتحول البطيء إلى الطاقة المتجددة والنظيفة إلى الحماية الاجتماعية القاصرة والنزاعات والنزوح والحروب

فضلا على ذلك، وخلال مرحلة وضع اللمسات النهائية لهذا التقرير شهد المغرب زلزالا كارنيا بقوة 6.8 درجة )، ضرب للاسف جبال الأطلس الكبير في أيلول / سبتمبر 2023 وهو أقوى زلزال يتم تسجيله في البلاد.

وضربت هذه الكارثة الطبيعية عدة أقاليم في المنطقة وألحقت خسائر بشرية مؤلمة وأضرارا جسيمة بالمباني التاريخية والمنازل في قرى مختلفة بأقاليم الحوز وشيشاوة ومراكش. كما هزت هذه المأساة المدمرة منطقة سوس ماسة ونتني على قرار جهة سوس ماسة بادخال تعديلات على الميزانية وإعادة تخصيص الاعتمادات للسنة المالية 2023 لدعم تدابير حماية ضحايا الكوارت.

وتندرج هذه المساهمة في إطار تعبئة وطنية لجميع الجهات المعنية للتعامل مع هذه الكارتة الطبيعية التي أصابت البلاد ان اطلاقنا للمراجعة المحلية الأولى لمدينة أكادير بعد أقل من شهر ونصف على هذه الكارثة هو دليل مباشر على متعة واصرار المدينة لدفع عجلة التنمية الحضرية قدما.

الحضور الكريم

هدفنا هو تحقيق مدن ومستوطنات بشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة في العالم العربي. وهو هدف تحول دونه عقبات اقتصادية وبيئية، واجتماعية وتحديات كثيرة….

لم يعد يخفى على أحد ان العالم يتجه نحو التحضر خصوصا في المنطقة العربية. ويشكل هذا بطبيعة الحال ضغطا كبيرا على البلديات والحكومات المحلية ويحول دون الوصول الى التنمية المستدامة. وعليه من الضروري تخطيط البنية التحتية الحضرية من خلال التركيز على الناس وعدم إهمال احد.

ان تكثيف الجهود لتوطين أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الحوار المحلي والوطني والاقليمي حول التنمية الحضرية يعتبر أساسا لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة. وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش الى ان التقدم نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يعتمد على المدن وانه مع انتشار استخدام المدن للتقنيات الرائدة، يمكننا تسريع عجلة التنمية الحضرية المستدامة.

وهذا بالفعل ما اثبتته مدينة أكادير من خلال تقريرها الطوعي المحلي الأول اذ حرصت على انساق التقرير الطوعي المحلي الأول وبرنامج عمل جماعة أكادير (Plan d’ action de la commune ) للسنوات الخمسة القادمة وقامت ايضا بتسليط الضوء على هذه الجهود خلال قمة المناخ في شرم الشيخ في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022 (COP27) وفي المنتدى العربي للتنمية المستدامة الذي عقد في بيت الأمم المتحدة في بيروت في شهر آذار / مارس 2023 ومؤخرا في حزيران/ يونيو في جمعية موئل الأمم المتحدة في نايروبي.

وهذا ان دل فيدل على مساعي المملكة ومدينة أكادير بتفعيل الحوار التنموي المحلي واتساق السياسات. كذلك وكما هو جلى من تقرير الاستعراض المحلى تسعى مدينة أكادير إلى تسخير التكنولوجيات الحديثة للتحول الى مدينة ذكية ومستدامة وتفعيل عجلة التنمية الحضرية المستدامة.

نعم، حضرة السيدات والسادة،

نحن نسعى الى تحقيق التنمية العادلة والشاملة للجميع، وتعزيز منعة مدننا العربية. وفي ظل سعينا هذا، تهنئ مدينة أكادير والمملكة المغربية على إطائق تقريرا الاستعراض الطوعي المحلي الأول على مستوى المملكة وشمال أفريقيا، وتتطلع إلى أن تستفيد باقي المدن المغربية ومدن عربية وعالمية من هذه التجربة وتسعى لتطبيقها بالشكل الذي يتناسب مع واقعها المحلي.

وأنا كممثلة للاسكوا، فخورة بمساهمتنا في دعم مدينة أكادير في إعداد هذا التقرير بالتعاون الوثيق مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة المدن المتحدة والادارات المحلية – فرع الشرق الأوسط وغربي آسیا (UCLG-MEWA). وقد جاء هذا التقرير ليوثق وضع المدينة مقابل أهداف محددة. أهداف التنمية المستدامة والتحديات والفرص المتعلقة بتحقيق التنمية المستدامة والتوصيات الكفيلة بتحويل هذه الوثيقة الى من إجراءات ومشاريع وسياسات لتسريع التقدم نحو التنمية الحضرية الشاملة والمستدامة.

تطمح الى ان يكون هذا التقرير منفذا جديدا لمدينة أكادير إلى المجتمع الدولي يساعدها في مساعيها الى تحقيق التنمية الحضر

ختاماً.

لا يسعنا الا ان نتمن على جهود كل من ساهم في اعداد المراجعة الطوعية المحلية لمدينة أكادير ونخص بالشكر السيدة ليلى أوبالي والسيد جمال العزيز والسيدة حنان هوشيمي والسيدة خديجة بوزاغرارا لدعمهم التقني ومهنيتهم العالية…

وليكن لقاؤنا اليوم محطة مفصلية لتجديد التزامنا بأهداف التنمية المستدامة والخطة الحضرية الجديدة وملتقى لتظافر الجهود لضمان الانتقال إلى مدن عربية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصعود ومستدامة أساسها

الانسان وكرامته.

وشكراً