اخبار

أكادير: مرتفع جوي آصوري سيغير الحالة الجوية وتساقطات مطرية قد تكون غزيرة

ارتفعت منذ أول يوم أمس بطقس المغرب درجات الحرارة ووصلت لأرقام غير معهودة خلال هذه الفترة بالضبط (الخريف)، 36 درجة مثلا بأكادير وآسفي، فيما وصلت 40 درجة بالعيون أمس و38 درجة بسمارة و33 درجة بطنجة.

ويعود ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة فجأة، إلى المرتفع الجوي الآصوري، الذي يقلق المغاربة، حيث يمنع من دخول الكتل الهوائية الرطبة والتي تحمل غالبا تساقطات مطرية مهمة خلال هذه الفترة.

وتشير التوقعات، أن هذه الحالة الجوية ستستمر أسبوعا تقريبا، إذ أن هناك احتمالية تَكَوُّن عواصف صغيرة المدعومة بالرطوبة المدارية والتي ستلتقي مع هواء بارد، الأمر الذي قد ينتج عنه تساقطات مطرية قد تكون غزيرة، وتستمر أكثر من ثلاثة أيام خصوصا في فترة بعد الزوال تشمل غالبا المناطق الداخلية لبلادنا، خلال نهاية هذا الأسبوع.

وتبقى هذه مجرد توقعات، فالحالة الجوية تتغير في ظرف ساعات وتحمل الكثير من المفاجآت.

فما هو المرتفع الجوي الآصوري؟
المرتفع الآصوري أو مرتفع برمودا، هي منطقة من المناطق السبعة التي تعرف على مدار السنة ضغطا جويا مرتفعا نسبيا، وهي تتميز بضغط جوي مرتفع وهواء جاف وأجواء صافية ورياح سطحية منخفضة السرعة مقارنة مع المناطق المجاورة لها.

ويتمركز هذا المرتفع قرب جزر الآصور في العروض شبه مدارية ما بين 20° و45° شمالا، ويغطي مساحة شاسعة فوق المحيط الأطلسي الشمالي، ويمتد من السواحل الغربية للبرتغال شمالا، إلى السواحل الموريتانية جنوبا، ثم جزيرة برمودا غربا.

وبالرغم من كونه يعتبر خلية دائمة، فإن المرتفع الآصوري يتسم بعدم الاستقرار، فقوته الضغطية تتذبذب، كما يتغير وضعه وامتداده الجغرافي حسب الفصول تبعا للحركة الظاهرية للشمس وتحت تأثير حركات التيار النفاث شبه المداري.

ويشكل في الغالب المرتفع الآصوري حاجزا هوائيا يحول دون تسرب الاضطرابات الممطرة نحو المغرب، مما يتسبب في استقرار الجو، لكن أحيانا، وحسب وضعه الجغرافي وشكل امتداده بإمكان المرتفع الآصوري أن يخلق ظروف ملائمة لنشوء طقوس مضطربة وممطرة.

فخلال فصل الشتاء، ينزح المرتفع الآصوري نحو الجنوب أو الجنوب الغربي فاسحا المجال لدخول الكتل الهوائية الباردة والاضطرابات القطبية إلى أجواء المغرب.

أما صيفا، فإنه يصعد نحو العروض المعتدلة الشمالية صيفا، فتغزو البلاد كتلا هوائية مدارية حارة وجافة، ويصبح الطقس حارا وجافا، وهو ما يجعله على هامش الدورة الهوائية الغربية الممطرة التي تسود في العروض المعتدلة، لذا، فإن استقرار هذه الخلية فوق أجواء البلاد يحول دون دخول الاضطرابات الممطرة المتجهة نحو المغرب.

وخلال هذه السنة، يبدو، أن هذا التمركز غير العادي يرتبط بحدوث حالات شاذة في حركات الدورة الهوائية العامة فوق المحيط الأطلسي الشمالي. وللتمركز المطول للضغط العالي الآصوري فوق المغرب أسبابه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى