أكاديمية محمد السادس لكرة القدم علامة فارقة في توهج وإشعاع كرة القدم المغربية “كأس أمم إفريقيا كوت ديفوار 2023”
أضحت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أحدثت سنة 2009 بسلا، علامة فارقة في توهج وإشعاع كرة القدم المغربية، ونواة لتحقيق العديد من الإنجازات في المحافل القارية والدولية.
هذه الأكاديمية التي رأت النور بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعد اليوم نموذجا مرجعيا في مجال التكوين الرياضي ورصد المواهب الصاعدة.
وتبقى الإنجازات التاريخية التي حققتها كرة القدم الوطنية خلال السنوات الأخيرة أكبر دليل على الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في مجال التكوين، والذي تجسده الأكاديمية باعتبارها مفتاح نجاح المنتخبات الوطنية على الواجهتين القارية والدولية، بفضل بزوغ نجم جيل من اللاعبين من المستوى الرفيع، بات بعضهم اليوم يشكل العمود الفقري للمنتخب الوطني لكرة القدم، الذي سيخوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار ما بين 13 يناير الجاري و11 فبراير المقبل.
وسيرا على نهج الانجاز التاريخي الذي بصم عليه المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر، يواصل أشبال أكاديمية محمد السادس الحضور بقوة في هذه التظاهرة القارية على غرار يوسف النصيري وعز الدين أوناحي ونايف أكرد واللاعب الواعد عبد الكبير عبقار، مما يشهد على جودة التكوين الذي تقدمه هذه المؤسسة على جميع المستويات.
وعلى خطى أسود الأطلس في مونديال قطر ونجاح المنتخبات الوطنية لكرة القدم بمختلف فئاتها العمرية، ستشكل دورة كأس إفريقيا للأمم، مرة أخرى، فرصة لإبراز قدرات ومواهب العناصر الوطنية في أفق توقيعهم على مشاركة مشرفة وكتابة صفحات جديدة من تاريخ كرة القدم الوطنية.
وفضلا عن تقديمها نموذجا مرجعيا في مجال تكوين اللاعبين وصقل المواهب الرياضية، تعتبر الأكاديمية مشروعا ملكيا يهدف إلى النهوض بكرة القدم الوطنية وتطويرها من خلال انتقاء وتكوين لاعبين موهوبين.
ويجسد إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي شيدت على مساحة تقدر بنحو 18 هكتارا وتطلب بناؤها تعبئة استثمارات مالية بقيمة 140 مليون درهم، العناية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها للقطاع الرياضي بصفة عامة، و لكرة القدم بصفة خاصة.
وقد جرى بناء وتجهيز الأكاديمية وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين الأوروبية ذات الصيت العالمي، وذلك بغية تمكين الشباب المغربي من الظروف المثالية لتلقي تكوين رياضي علمي يخول لهم الممارسة في أكبر أندية كرة القدم بالمغرب أو بأوروبا على حد سواء.
وتشكل هذه المعلمة الرياضية قاطرة سياسة تكوين مكتملة على المستوى الوطني واستراتيجية تتعلق، من بين أمور أخرى، بمشاريع اكتشاف المواهب بمختلف جهات المملكة وتطوير كفاءات الأطر التقنية الوطنية.
والواقع أن هذا النجاح اللافت الذي تعيشه كرة القدم بالمملكة، ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل دؤوب يسهر عليه القائمون على الشأن الرياضي والمؤسسات المعنية من أجل تطوير البنيات التحتية الرياضية، بالإضافة إلى حكامة تسييرية جيدة لتحسين أداء اللعبة الوطنية الأكثر شعبية وتعزيز تنافسيتها، وذلك انسجاما مع الرؤية الملكية السديدة في هذا الشأن.