ألمانيا تطرق أبواب المغرب لسد العجز في سائقي الشاحنات: برنامج متكامل لاستقطاب الكفاءات
ألمانيا تطرق أبواب المغرب لسد العجز

في خطوة غير مسبوقة، اتجهت ألمانيا، إحدى أكبر القوى الاقتصادية في أوروبا، إلى المغرب بحثًا عن حلول مبتكرة لأزمة نقص سائقي الشاحنات التي باتت تهدد قطاع النقل والخدمات اللوجستية في البلاد.
فقد أطلقت شركة “كابا” للخدمات الشخصية، ومقرها مدينة ماينز الألمانية، برنامجًا شاملًا يستهدف تأهيل السائقين المغاربة وتسهيل اندماجهم المهني داخل السوق الألماني.
يتضمن البرنامج دورات مكثفة في اللغة الألمانية، إضافة إلى تدريب نظري وعملي يتم داخل ألمانيا. كما يشمل توفير الدعم الكامل للحصول على رخص القيادة اللازمة لفئات الشاحنات (B, C, CE) والحافلات (B, D, DE).
ولم تغفل “كابا” الجوانب المتعلقة بالسلامة المهنية، حيث وفرت دورات تدريبية في الإسعافات الأولية، إضافة إلى إصدار بطاقات السائق الرقمية، مع تولي الشركة كافة الإجراءات الإدارية، بما في ذلك استصدار التأشيرات، مما يسهل على المرشحين رحلة الانتقال نحو العمل في أوروبا.
أوضح بيرند ألبرخت، مدير شركة “كابا”، أن المغرب أصبح خيارًا استراتيجيًا لتعويض النقص المتزايد في اليد العاملة الأوروبية.
فبعد أن كانت دول مثل إسبانيا والبرتغال تمثل خزانات بشرية تقليدية لسوق النقل الألماني، أدى تحسن أوضاعها الاقتصادية إلى انخفاض أعداد العمالة المتاحة.
كما أن استقرار الأوضاع في أوكرانيا دفع العديد من سائقي أوروبا الشرقية إلى العودة لبلدانهم الأصلية، مما عمّق الأزمة في ألمانيا وبولندا.
لم تكتف “كابا” بالتدريب الأكاديمي، بل عملت على تسريع وتيرة التوظيف من خلال تنظيم مقابلات عبر الإنترنت وأيام توظيف مباشرة بالمغرب.
وبحسب الشركة، تتراوح مدة استكمال الإجراءات من بداية التدريب إلى بدء العمل الفعلي بين 26 و36 أسبوعًا، وقد تنخفض إلى 18 أسبوعًا بالنسبة للمرشحين الذين يلتحقون مبكرًا بالتدريب.
بدأت إحدى كبرى شركات النقل بجنوب ألمانيا فعليًا في التعاقد مع “كابا” لاستقدام السائقين المغاربة، في مؤشر قوي على الثقة المتزايدة في الكفاءات المغربية، وعلى الرهان المستدام على المغرب كمصدر حيوي للموارد البشرية في قطاع النقل.
بهذه المبادرة، تبدو ألمانيا عازمة على تجاوز أزمة نقص السائقين عبر استقطاب طاقات شابة مؤهلة، فيما يجد الشباب المغربي فرصة واعدة لولوج سوق العمل الأوروبي بشروط مهنية واضحة وبرامج دعم متكاملة.