الرئاسيات الأمريكية.. انسحاب بايدن، مفاجأة تبعثر الأوراق
تصدر انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، بعد أسابيع من الضغوط، و”دعمه الكامل” لنائبته كامالا هاريس لخلافته في مواجهة دونالد ترامب، عناوين الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين، التي تحدثت عن مفاجأة من شأنها أن تبعثر أوراق المشهد السياسي الأمريكي، على بعد أربعة أشهر من الاقتراع الحاسم.
وأبرزت وكالة (بلومبرغ) الإخبارية أن “جو بايدن يستسلم لضغوط الديمقراطيين الذين يطالبون بانسحابه، مما يربك الساحة السياسية الأمريكية”، مذكرة بأن السياسي البالغ من العمر 81 عاما أصبح أول رئيس منذ أكثر من نصف قرن لا يترشح لولاية ثانية.
واعتبرت الوكالة الإخبارية الاقتصادية أن جو بايدن “زج بالانتخابات الرئاسية نحو منطقة مجهولة بقراره التخلي عن السباق، في إجراء غير مسبوق في المشهد السياسي الأمريكي المعاصر”.
ومن خلال تسليمه المشعل إلى كامالا هاريس، يضيف المصدر ذاته، فإن بايدن يضع تحت تصرفها تبرعات غير متوقعة بقيمة 96 مليون دولار “من أجل ضخ دينامية في الحملة الانتخابية برسم أقصر سباق رئاسي في التاريخ”.
من جانبها، ركزت صحيفة (نيويورك تايمز) على مستقبل حملة الحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تسعى، وبدعم من بايدن، “إلى توحيد صفوف الحزب الديمقراطي”.
وتحت عنوان “هاريس تقرر تقلد زمام سباق متغير”، اعتبرت الصحيفة أنه موازاة مع اتضاح معالم دعم حزبها مع بدء حملتها، فإنها تواجه أيضا مهمة صعبة تتمثل في إعادة رسم ملامح حملة بايدن وتأكيد وجودها لدى العموم قبل الجمهوريين.
بدورها، أشارت (وول ستريت جورنال) إلى الدعم المتزايد لكامالا هاريس في صفوف بعض أغنى النخب الديمقراطية بعد أن أنهى بايدن حملته لولاية ثانية ودعمه لهاريس. وأبرزت الصحيفة أن الحملة “مكنت من جمع حوالي 50 مليون دولار من التبرعات منذ يوم الأحد”.
وبالنسبة لجريدة (بوليتيكو)، فإن انسحاب بايدن ساهم في تحرير الحزب الديمقراطي، غير أن كامالا هاريس “لا تتوفر على الكثير من الوقت لتوجيه الخطاب نحو سلوك ترامب” عوض التركيز عليها.
وترصد الصحيفة “الفرح والأمل والخوف” عقب هذا الزخم الجديد الذي تشهده الحملة الانتخابية للديموقراطيين، الذين “يعانون مشاكل جمة، لكنهم يشعرون أيضا، ولمرة، بالارتياح” بعد انسحاب بايدن.
وعلى الرغم من دعم جو بايدن الذي يمنحها السبق، فإن ترشيح كامالا هاريس للظفر بتذكرة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في نونبر ليس تلقائيا. ويأمل العديد من قادة الحزب في إجراء انتخابات تمهيدية مصغرة ستتوج بانعقاد المؤتمر الديمقراطي المقرر في شيكاغو (إلينوي) ما بين 19 و22 غشت المقبل.
وكتبت كامالا هاريس، البالغة من العمر 59 عاما، في بيان، “هدفي هو أن أستحق هذا الترشيح وأفوز به”.
ومنذ هذا الإعلان، حظيت نائبة الرئيس بدعم العديد من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب والحكام ومسؤولي الحزب، إلى جانب المانحين المؤثرين. في المقابل، أثارت كامالا غضب خصومها في الحزب الجمهوري، الذين وجهوا على الفور حملتهم ضد مسارها وحصيلة عملها منذ أزيد من ثلاث سنوات إلى جانب بايدن، لا سيما ما يتعلق بالقضية الشائكة للهجرة.
ميدمار ميديا جريدة إلكترونية مغربية تجدد على مدار الساعة.