اخبارمجتمع

بروز كتل رملية ببحيرة الوليدية: تساؤلات بشأن ظاهرة طبيعية مرتبطة بتطورات مورفولوجية

أثارت ظاهرة طبيعية طرأت نهاية شهر دجنبر المنصرم بمحيط بحيرة الوليدية، جدلا كبيرا حول مستقبل هذه البحيرة وتخوفات من انسدادها.

ويتعلق الأمر باجتياح الرمال للحوض المائي للبحيرة مما دفع بالكثير من المهتمين والمواطنين عبر وسائل التواصل إلى التساؤل حول هوية وأسباب الظاهرة.

وفي هذا السياق، تحدث مختصون ومهتمون بالشريط الساحلي عن الدينامية الرسوبية عبر مختلف الأزمنة للبحيرة، مؤكدين أن ما حدث أمر طبيعي يرتبط بالتحولات والتطورات المورفولوجية للبحيرة والتراكم الرسوبي وأسباب التعرية وعلاقاتها بموقع القناة أو الواد الرئيسي الذي يغذي البحيرة عبر فتحات تتيح تسرب مياه البحر بشكل مكثف في حالة المد والانسحاب بشكل أخف في حالة الجزر.

وتعرف بحيرة الوليدية عدة تحولات طبيعية، فهي تمتد على طول 7 كيلومترات بعرض حوالي 400 م، في حين تصل مساحتها إلى 400 هكتار.

وترتبط البحيرة بالبحر عبر ثلاث فتحات تزودها بالمياه المالحة، التي استعملت منذ سنوات في استخراج الملح، وانصب اهتمام المشتغلين بالبيئة على استضافتها لعدد كبير من الطيور المهاجرة من مختلف دول العالم، والتي تقضي جزء مهما من السنة بها، قبل أن تعود إلى موطنها الأصلي كما تحتضن طيورا قارة طيلة السنة.

في هذا الإطار، استضافت قناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، ريحان عبد السلام أستاذ التعليم العالي في بيولوجيا علوم الطيور بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين وأستاذ بكلية العلوم بن امسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أثناء خرجة علمية تطبيقية رفقة عدد من طلبة الماستر الخاص بمجزوءات المناطق الرطبة وتدبير المياه بالمغرب.

وأكد السيد ريحان أن المركب اللاغوني سيدي موسى / الوليدية، الذي يضم الولجة والملاحات ويوفر إنتاج المحار والخضر والبواكر واحتضان الطيور، يتميز بسلامة المنظومة البيئية رغم تضرره بأثر الجفاف الذي ضرب المغرب منذ سنتين.

وبخصوص بروز كتل رملية ببحيرة الوليدية، أكد أن ما حدث شيء طبيعي لأن التغيرات التي تطرأ على الولجة وعلى المرملة أو على طريقة عمل المياه أمر طبيعي، لأن البحر لا يعمل بشكل ثابت، فهو متغير، كذلك الشأن بالنسبة للعوامل المناخية وحركة المياه، لافتا إلى أن التأثيرات البحرية عندما تصل إلى الولجة تقوم بعملها وتؤثر في مسألة تحريك الرمال داخل البحيرة، لأن شكل المرملات (Les sablières)، يتغير طبقا لحركات المياه، وبعد شهر أو شهرين قد تغير شكلها الحالي.

من جهته، أكد عبد الحق فهمي عضو جمعية مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، أن بروز الرمال بالبحيرة بشكل لافت هو ظاهرة طبيعية تنتج جراء تغير التيارات البحرية التي تتحكم في طريقة ولوج المياه إلى البحيرة، ومدى قوتها أو خفتها.

وأضاف أن هذه الظاهرة هي ظاهرة دورية (Un phénomène cyclique)، قد تظهر بعد فترة زمنية تتراوح ما بين 25 و30 سنة، وهي ترتبط بالتيارات البحرية والحركات المرتبطة بحركة المد والزجر، وتعمل على تغيير أماكن تمركز الرمال داخل البحيرة.

وتحدث حمو بوكنيفي المندوب الفرعي للصيد البحري بالوليدية، عن أهمية بحيرة الوليدية ودورها في التوازن الطبيعي والبيئي وإنتاج الأحياء المائية الذي تمتاز به الوليدية، وأكد أن الوضع البيئي الحالي لبحيرة الوليدية طبيعي جدا وأن الوزارة تتابع التطورات المورفولوجية داخل البحيرة.

وأشار إلى أن منتوج الصدفيات وخاصة المحار تحسن بشكل كبير، وارتفع من 5 أطنان سنة 2015 إلى 100 طن حاليا، وهو مؤشر على جودة دينامكية المياه وأنها جيدة جدا.

وأوضح السيد بوكنيفي أن الوزارة اهتمت بالبحيرة ووضعت عدة برامج لمواكبتها، من أهمها مشروع فتح منبع جديد لفسح المجال أمام مياه البحر للولوج بشكل مكثف إلى البحيرة لضمان حركية دائمة تساهم في تجديدها ومحاربة ركود الرمال.

واعتبر أن ظاهرة طغيان الرمال عادية تظهر من فترة إلى أخرى ولا تشكل أي خطر على البحيرة.

من جهته سجل الحسين عبد الجبار، وهو مواطن من مواليد الوليدية ولد ونشأ بها ويشتغل في ضيعة لتربية المحار، ملاحظة أساسية تتعلق بصعود مياه البحر تدريجيا، والتي بدأت تزحف على اليابسة وتساهم سنة بعد أخرى في تآكل جنبات البحيرة، وهو ما يساهم في تراكم الرمال.

وأوضح أن سكان وزوار الوليدية اعتادوا في سنوات ماضية الجلوس فوق الرمال، التي لم يعد لها أثر اليوم، إذ وقع عليها تغيير كبير.

ودعا إلى فتح وإزالة الممرات والسدود التي كانت مستعملة في صناعة الملح وفتح ممر جديد لتغذية مياه البحر.

ومع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى