اخبار

جمعية أمل لذوي صعوبات التعلم، بارقة أمل لأطفال مصابون بالدسليكسيا

بالرغم من الذكاء الفطري والطبيعي لبعض الأطفال، إلا أن تدني نتائجهم الدراسية قد تفاجئ آباءهم وأسرهم. الأمر لا يتعلق بالمستوى التعليمي الحقيقي لهؤلاء الأطفال، بل باضطراب نمائي يسمى عسر القراءة والكتابة، ومعروف علميا باسم “ديسليكسيا”.

ويعني عسر القراءة الاضطراب في تعلم القراءة والكتابة بصورة طبيعية بالرغم من ملامح الذكاء التي قد يتمتع بها الطفل والمستوى البيداغوجي المتميز الذي توفره المدرسة التي يدرس بها، وكذا في غياب أي مشاكل عاطفية فضلا عن عيشه في ظروف عادية ومواتية.

جمعية أمل لذوي صعوبات التعلم، شكلت بارقة أمل للأطفال المصابين بهذا الاضطراب، إذ انطلقت من مدينة القصر الكبير قبل 10 سنوات، قبل افتتاح 15 فرعا عبر تراب المملكة، تعميما لجهود مواكبة هذه الشريحة من الأطفال في سن التمدرس.

وتعتبر جمعية امل من أنشط الجمعيات على المستوى المحلي والجهوي والوطني، كما صارت مرجعا وطنيا في المجال، حيث تشارك في عدد من الاجتماعات المنعقدة على مستوى الوطني، بمبادرة من القطاعات الحكومية المعنية (الصحة، التربية الوطنية ..)، أو عبر هيئات جهوية تعنى بهذه الفئة من الأطفال.

وقال الرئيس المؤسس للجمعية وعضو المرصد المغربي للتربية الدامجة، بنيعيش مصطفى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجمعية تأسست قبل حوالي 10 سنوات وتشتغل في مجال اضطرابات التعلم، كالديسليكسيا والاضطرابات المشابهة.

وأبرز أن الأمر يتعلق بـ “اضطرابات عصبية نمائية، تهم مهارات اكتساب القراءة والكتابة، والتي يشوبها أحيانا خلل وظيفي على مستوى الدماغ”، موضحا أن “هذه الاضطرابات تبرز في مجال التمدرس، وقد تكون غير جلية في السلوك الاعتيادي للطفل، لأنها غير مرتبطة بإعاقة ظاهرة”.

تشتغل الجمعية على أربعة محاور تتمثل في التحسيس والتكوين والتشخيص والتحمل/التكفل، وهي المحاور التي تمكن من الإحاطة بهذه الاضطرابات ومحاولة مواكبة المصابين بها سواء في مسارهم الدراسي أو في علاقاتهم بأسرهم وبمحيطهم، إذ يشرف على خدماتها طبيبة تساعدها متخصصات في تقويم النطق والطب النفسي الحركي ومعالجة نفسية ومتخصصات في التربية الدامجة.

وقد قامت الجمعية بمجموعة كبيرة من الأنشطة التحسيسية بالمؤسسات التعليمية لفائدة التلاميذ والأساتذة والأطر التربوية، حيث تمحورت الأنشطة التحسيسية على التعريف باضطرابات التعلم، لاسيما الديسليكسيا (عسر القراءة) والديسغرافيا (عسر الكتابة) وعسر الحساب (Dyscalculie)، وباقي اضطرابات التعلم الأخرى.

بخصوص التكوين، والذي يعتبر محورا مكملا لكونه يساهم في تعبئة الشركاء المن المنظومة التربوية لمعالجة هذه الاضطرابات، فقد أشرفت الجمعية على تنظيم ورشات تكوينية استفاد منها ما يقارب 200 أستاذة وأستاذ، وقد تمحورت بشكل أساسي على تلقين المربين التقنيات والمقاربات البيداغوجية المعتمدة في تدريس التلاميذ الذين يعانون من الدسليكسيا.

بالموازاة مع ذلك، يتم تنظيم مجموعة من القوافل الطبية لتشخيص اضطرابات التعلم بعدد من المدارس المغربية، كما تقوم الجمعية، من خلال فروعها، بالتكفل بالتلاميذ المعنيين ووضع برنامج تتبع بمعية عدد من الاخصائيين.

وحسب إحصائيات لمنظمة الصحية العالمية، يرجح أنه بين 8 و 12 في المائة من الأطفال على الصعيد العالمي يعانون من أحد أشكال صعوبات التعلم.

وأضاف مصطفى بنيعيش أن مواكبة هذه الشريحة من الأطفال تطلب عددا من المبادرات الترافعية حتى تم إدراج اضطرابات صعوبات التعلم ضمن التربية الدامجة سنة 2019، مشددا على ضرورة مواصلة الترافع لإدراجها أيضا ضمن الجامعات المغربية لتمكين المصابين من مواصلة التعليم العالي مع الاستفادة من إجراءات التكييف كما هو معمول به في المؤسسات المدرسية.

وقال الفاعل الجمعوي “نرجو فقط أن يأخذ هؤلاء الأطفال (المصابون باضطرابات التعلم) حقهم المستحق، أسوة بباقي الأطفال الذين يعانون من الإعاقات أو الاضطرابات الذهنية”.

بفضل عملها الدؤوب، صارت الجمعية، التي تربطها شراكات مع مؤسسات عمومية، من بينها مؤسسة التعاون الوطني في مجال دعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، منصة ترافع ومواكبة لفائدة هذه الشريحة من الأطفال، لانتشالهم من مخاطر الفشل والهدر المدرسيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى