ثقافة

دار الشعر بتطوان تنظم ندوة عن قصيدة “الأرض اليباب” في ذكراها المائوية

ضمن البرنامج الثقافي للمعرض الجهوي للنشر والكتاب بمدينة فاس، تنظم دار الشعر بتطوان ندوة نقدية حول قصيدة “الأرض اليباب” للشاعر الإنجليزي ت. س. إليوت، بعد مرور مائة عام على كتابة هذه القصيدة، بوصفها النص المؤسس لحداثة الشعر الغربي، والقصيدة الأكثر تأثيرا في الشعر العربي الحديث.

وتقام هذه الندوة يوم الخميس 22 دجنبر الجاري، ابتداء من الثالثة والنصف بعد الزوال، في قاعة الندوات بفضاء المعرض، بمشاركة الجامعي والناقد عبد الرحمن طنكول، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، والجامعي والشاعر جمال الدين بنحيون، نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والكاتب والمترجم عبد القادر الجموسي، القنصل العام للمغرب في نيويورك، والشاعر والناقد الجامعي محمد بودويك.

تجديد النظر النقدي في هذه القصيدة، بعد مائة سنة على كتابتها (1922-2022) هو تجديد للنظر في الكتابة الشعرية اليوم، ومراجعة لمختلف تحولات القصيدة في عالمنا المعاصر. وهي لحظة من أجل إعادة قراءة “الأرض اليباب” وبحث مرجعياتها الكبرى، منذ اللحظة الشعرية الإغريقية، بأساطيرها وملاحمها وتراجيدياتها، مرورا بكوميديا دانتي، وبالتراث الشعري المسرحي الإليزابيتي، فضلا عن تأثر إليوت بالقصيدة البودليرية، وبطبقات الشعراء والكتاب الإنجليز، من ميلتون إلى وستون وجيمس جويس، وصولا إلى أستاذه “إزرا باوند” الذي وصفه بالصانع الأمهر، وهو يهديه قصيدة “الأرض اليباب”.

كل ذلك صاغه وصهره إليوت في نموذج شعري جديد قدمته هذه القصيدة، بتعدد أصواتها، ومتنها الممتد، وهوامشها وإحالاتها، وتعاقب صورها، وهي تقدم لنا المعادل الشعري لما يجري ويعتمل فوق هذه “الأرض السمراء”… وفضلا عن هذه المعرفة الشعرية الموسعة، تدعونا قصيدة إليوت إلى تمعن معرفته الفلسفية العميقة، فضلا عن الوعي التاريخي لقصيدته، وهي تقف شاهدة على أطلال العالم بعد حربه الأولى. واليوم، ربما تكون هذه القصيدة الملهم الأول لشعراء الألفية الحالية، وهم يقفون على أطلال عالمنا المعاصر، بينما يصلنا صوت إليوت من بعيد “أسرعوا قبل أن ينتهي الوقت”، تلكم العبارة التي تكررت في “الأرض اليباب” لأكثر من مرة، ولا يزال صداها ينادينا من بعيد، وهو يدعونا إلى قراءة القصيدة من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى