دوريات كرة القدم في رمضان.. أجواء حماسية وروح تنافسية
على مدى سنوات، ارتبطت الدوريات الرمضانية لكرة القدم المنظمة بالأحياء الشعبية ارتباطا وثيقا بالشهر الفضيل، حيث تشكل متنفسا مثاليا بالنسبة لفئات عمرية مختلفة بجل أحياء مدن وقرى المملكة، وذلك إلى جانب ما يميز هذا الشهر من رواج اقتصادي وإقبال للصائمين على شعائر دينية خاصة.
ولا تقتصر أهمية هذه الدوريات الرمضانية لكرة القدم على الجانب الترفيهي والصحي و الفرجوي فقط، بل تساهم، أيضا، في تعزيز روح التعاون والايخاء ونشر ثقافة الروح الرياضية وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع، فضلا عن خلق جسور من التعارف والتواصل بين شباب مختلف الأحياء.
وعلى الرغم مما يميز فرجة الدوريات الرمضانية لكرة القدم من أجواء فريدة وحيوية، حيث تستقطب شريحة مهمة من عشاق الساحرة المستديرة من مختلف الأعمار ، فإن تنظيمها يقترن ببعض الصعوبات المرتبطة خصوصا بما هو مادي ولوجستي بالنسبة للمنظمين. وفي هذا السياق، قال رئيس العصبة الوطنية لفرق الأحياء لكرة القدم، يوسف ضماني، إن دور الدوريات الرمضانية لكرة القدم في الأحياء يكمن في تعزيز التلاحم الاجتماعي بين مختلف الفاعلين في الدوريات الرمضانية من لاعبين وجماهير و مؤطرين ، مبرزا أنه على الرغم من إمكانياتها البسيطة إلا أنها تصنع أفراحا كبيرة بين مختلف المشاركين. وأوضح السيد ضماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دور الدوريات الرمضانية لا ينحصر بين معادلة الفوز أو الهزيمة في مباراة ما، ولا حتى في الحفاظ على اللياقة البدنية خلال الشهر الفضيل، وإنما تعتبر أيضا مناسبة للانفتاح على المحيط الاجتماعي بين مختلف لاعبي الأحياء وفرصة لخلق جسر التواصل بين مختلف المكونات. وأضاف أن هاته الدوريات تشكل أيضا محطة مهمة لاكتشاف المواهب التي بإمكانها تطعيم الأندية المحلية والوطنية في مختلف الفئات، لأن جل الفرق المشاركة في هذه الدوريات تلعب بطاقات شابة ومتمرسة بالأحياء الشعبية ، مبرزا أن فرق وجمعيات الأحياء لا تزال خزانا للمواهب بالنسبة للفرق الوطنية إلى جانب الأكاديميات ومراكز التكوين. وقال السيد ضماني إنه بعد انتهاء الدوري الرمضاني يتم البحث والتواصل مع بعض الأندية قصد إجراء مباريات ودية مما يتيح للاعبين ذوي الموهبة إبراز مؤهلات تمكنهم من ولوج عالم الاحتراف وطنيا ثم دوليا ،مما يجعل من هذه الدوريات مشتلا حقيقيا للفرق الوطنية. وبخصوص الصعوبات التي تواجه اللجان التنظيمية في هذه الدوريات، سجل السيد ضماني أنها تهم بالخصوص الشق المادي حيث يتم استخلاصه من الفرق المشاركة لأداء واجبات التحكيم و المناديب وبعض أعضاء لجن التنظيم الساهرين على تأمين هذه الفعاليات ،وكذا الحاجيات اللوجستية. من جهته، أكد الإطار الوطني، عبد الرحيم طالب، أن الدوريات الرمضانية لكرة القدم تشكل فرصة للمشاركين سواء كانوا رياضيين أو غير رياضيين للمشاركة في بعض اللقاءات الودية التي تطبعها أجواء الصداقة و المرح بغض النظر عن مستوى التنافسية لديهم ولياقتهم البدنية ،وفرصة للابتعاد عن ضغوط العمل اليومي والدراسة وتفريغ طاقاتهم وتقوية مهاراتهم الكروية. وسجل السيد طالب أن السبب من عدم استفادة الأندية من هذه الدوريات الرمضانية لكرة القدم يتمثل في غياب الطابع الاحترافي في تنظيمها حيث تتكون الفرق المشاركة من فئات عمرية متفاوتة .
وشدد الإطار الوطني على ضرورة الاستفادة من هذه الدوريات المصغرة بالنسبة للأندية والأكاديميات من خلال السهر على تقنينها واكسابها طابعا احترافيا وتوفير تأطير مناسب للفرق المشاركة مما سيمكن من انتقاء المواهب التي أبانت عن علو كعبها ،و أظهرت ما تمتلكه من مؤهلات تقنية و بدنية متميزة .