اخباراقتصاد

صوناسيد: مركز الأبحاث ينتقل من التراكم إلى الشراء

رفع مركز الأبحاث “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش” (BKGR) توصيته بشأن انتقال سهم “صوناسيد” من التراكم إلى الشراء، وتم تحديد السعر المستهدف في 842 درهما، أي بزيادة قدرها 47,7 في المائة.

وفي مذكرة تحليلية مخصصة لشركة “صوناسيد”، شدد محللو مركز الأبحاث، بعد تذكيرهم بالأداء الجيد الذي حققه الفاعل الرئيسي في صناعة الحديد والصلب بالمغرب خلال النصف الأول من سنة 2022، على أن السياق الدولي، على الرغم من هشاشته، إلا أنه ي عد مواتيا لهذا المشغل.

ومن حيث الحجم، يرى محللو المركز أنه يتوجب على شركة “صوناسيد” أن تزيد كمياتها المسوقة من الصلب، معززة ذلك بالقدرة التنافسية الفضلى لمنتجات المجموعة مقارنة مع منتجات نظيراتها الدولية، فضلا عن الإطلاق الصناعي للألياف الفولاذية المرتقب في النصف الثاني من سنة 2022.

وتعتبر هذه الشركة مطالبة بتحسين قدرتها على المنافسة ولا سيما من حيث الطاقة لتتفوق على المشغلين الأوروبيين الذين تأثروا سلبا بارتفاع تكاليف الغاز (190,6 أورو/ ميغاواط ساعة حتى تاريخه، مقابل 70,3 أورو عند متم سنة 2021 بالرجوع إلى المؤشر المرجعي لأسعار الغاز الأوروبية “TTF”) والكهرباء (1100 أورو/ ميغاواط ساعة في فرنسا بالرجوع إلى العقود التي سيتم تسليمها خلال سنة 2023، مقابل 100 أورو عند متم سنة 2021 ومتوسط معياري قدره 50 أورو).

وفي ظل الانكماش والركود العالميين اللذان يلوحان في الأفق، ولا سيما في أوروبا، تظهر الشكوك حول مستقبل صناعة الصلب، وتستند على وقائع وعلى رأسها إغلاق العديد من المصانع في أوروبا نتيجة لارتفاع فاتورة الطاقة وعدم القدرة على تسديدها أو تقليصها، كما هو الحال مع شركة “ArcelorMittal” التي أعلنت عن إغلاق فرني صهر المعادن الخاصين بها والمتواجدين في كل من بريمن (ألمانيا) وخيجون (إسبانيا)، فضلا عن تراجع النشاط الصناعي، بما في ذلك اساسا نشاط قطاع العقارات في الصين، وهو ما دفع بالبلاد إلى خفض استهلاكها من الصلب (والذي يمثل 90 في المائة من الاستهلاك العالمي).

ويتوقع المحللون أن يحد هذا السياق العالمي من واردات الصلب إلى المغرب، وبالتالي تحسين وضعية شركة “صوناسيد” على الصعيد الوطني.

وبالموازة مع ذلك وفي ظل حجم التنافسية الضئيل، ستسمح الظرفية الدولية للشركة الفرعية “ArcelorMittal” بتسريع وتيرة نمو صادراتها، مدفوعة بالميزة التنافسية التي تحظى بها.

على المدى البعيد، أشار مركز الأبحاث إلى أن شركة “صوناسيد” مطالبة بتعزيز نشاطها التشغيلي من خلال إطلاق العديد من المنتجات ذات القيمة المضافة.

ويتعلق الأمر بالألياف الفولاذية التي ست صدر إلى أمريكا الشمالية، إلى جانب تلبية الطلب المحلي القوي لطاقة إنتاجية مركبة تبلغ 20 كيلو طن. وسيتم تأمين هذه السوق من خلال تدخلات شركة “Arcelormittal” وعن طريق إطلاق عمليات الإنتاج والتصدير ابتداء من 2023.

كما يتعلق أيضا بالخرسانة مسبقة الصب، وهي الأولى من نوعها في السوق المغربية والتي يرتقب أن تجلب خلال سنة كاملة، ابتداء من سنة 2024، ما مجموعه 160 مليون درهم إضافية، فضلا عن السماح لمنتج الصلب هذا بتلبية احتياجات السوق المغربية أولا قبل المرور إلى عمليات التصدير، وأخيرا بصلب للسيارات بحلول سنة 2025.

ويشير المحللون إلى أنه، إلى جانب نمو خط إنتاج شركة “صوناسيد”، فإن تنويع الإنتاج الذي استهلته، فضلا عن تعزيز تكاليفها الصناعية من شأنهما أن يمكنا من تحسين هوامش صنع الصلب، ولا سيما بفضل الاستغلال الكلي للطاقة الإنتاجية لمصنع الناظور.

وأضاف المصدر ذاته أنه “على الرغم من السياق المتوتر الذي يعرفه القطاع خلال سنة 2022، فإن الاستراتيجية الصناعية الوطنية تشير إلى ارتفاع فعلي في معدل استهلاك الصلب، مدعوما بشكل خاص بمشاريع البنى التحتية واسعة النطاق مثل مشروع توسعة ميناء الفوسفاط في العيون وتشييد ميناء الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي وتدشين خط قطار فائق السرعة بين الدار البيضاء ومراكش، إلى جانب التشييد المرتقب لما مجموعه 45 سدا جديدا”.

ويتوقع محللو المركز بخصوص سوق العقارات، الذي عانى من أزمة كوفيد وتداعياتها، أن ينتعش هذا الأخير ابتداء من 2024-2025، مدفوعا أساسا بإرساء أسس المساعدة المباشرة المقدمة للمشترين وبالتطور المتوقع للعرض الجديد، لا سيما تلك المتعلقة بالعقارات متوسطة المستوى (Moyen-Standing).

وفي غضون ذلك وخلال سنة 2022، يتوقع مركز الأبحاث ارتفاع رقم معاملات شركة “صوناسيد”، مدفوعا أساسا بالارتفاع الحاد في أسعار الصلب.

في سنة 2023، من المتوقع أن تشمل مبيعات هذه الشركة الألياف الفولاذية بطاقة إنتاجية معلنة تبلغ 20 كيلوطن ، فضلا عن الخرسانة مسبقة الصب.

وأوضح مركز الأبحاث “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش”، أن شركة صناعة الصلب تخطط لبدء إنتاج الصلب المخصص لقطاع السيارات بحلول سنة 2025، والذي ي قدر حجم استثماراته في المرحلة الأولى بحوالي 100 مليون درهم بحسب ما جاء في تقارير الإدارة.

وفي هذا السياق، توقع محللو مركز الأبحاث أن ترتفع أرباح شركة “صوناسيد” قبل خصم الفوائد والضرائب والاهلاك والاستهلاك إلى 6 في المائة خلال سنة 2022، مقابل 2,6 في المائة خلال سنة 2021. ومن المرتقب أيضا خلال سنة 2023 أن تواصل الهوامش التشغيلية للمجموعة وتيرة نموها من خلال إدماج الفولاذ المجهد والألياف الزجاجية ضمن هامش فائض إجمالي الاستغلال لتستقر عند نسبة 13 في المائة.

وعلى نفس المنوال، يرتقب أن تستقر عائدات المجموعة عند مستوى عال، تواصل فيه تفوقها على سوق البورصة بعد أن سجلت أعلى درجات الأداء في تصنيف سنة 2021 (6,2 في المائة، مقابل 3 في المائة بالنسبة للسوق).

والجدير بالذكر أن شركة “صوناسيد” تواصل تأكيدها على قوتها المالية وقدرتها على خلق المداخيل والتحكم في صافي الديون، مما يسمح لها من ناحية بتمويل استثماراتها المتعلقة باستراتيجياتها التنموية (قرابة 350 مليون درهم ما بين سنتي 2021 و2024) ومن ناحية أخرى، بالحفاظ على سياسة التوزيع السخي.

المصدر .. ومع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى