اخبارثقافة

مراكش.. عندما تجعل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حرف “الرافيا” في متناول الشباب

ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005، تضاعف من مساهماتها التقنية والمالية على وجه الخصوص، لفائدة الشباب الطموح والراغب في الاستثمار بمراكش، في سلاسل رمزية في الصناعة التقليدية الوطنية، على غرار حرف “الرافيا”.

وفي هذا الصدد، آمنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مثابرة وإرادة ثلاثة شباب، وواكبتهم في إنجاز مشروعهم على مستوى دوار ڭنون التابع لعمالة مراكش، يتعلق بصناعة أحذية وأشياء بالاعتماد على ألياف نبتة “الرافيا”.

وهكذا، رأى مشروع يحمل اسم “Raffia Lux SARL”، النور منذ سنة 2021، في سياق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برنامجها “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، وذلك بهدف تعزيز الريادة لدى الشباب من خلال النهوض بروح ريادة الأعمال لديهم، وتلقينهم ثقافة التشغيل الذاتي، وتحفيزهم على أخذ زمام أمور مستقبلهم لكي يصبحوا فاعلين داخل المجتمع.

ويروم هذا المشروع، الذي أنجز على مساحة 36 مترا مربعا، ويتكون من ورشة للتصنيع في دوار ڭنون ونقطة للبيع بالمدينة العتيقة لمراكش، على الخصوص، تحسين الأوضاع المعيشية ودخل المستفيدين، وإحداث فرص للشغل، البالغ عددها الإجمالي حاليا 40 فرصة.

ويتضمن المشروع، الذي كلف مبلغا إجماليا قدره 330 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب198 ألف درهم، اقتناء التجهيزات والمواد الأولية، واقتناء وسيلة للنقل، وتوفير وتهيئة مقر المشروع، وتوفير المعدات المكتبية والعتاد المعلوماتي، والتكفل بمصاريف الاستغلال والتسيير، والتأطير والمواكبة.

وتتعلق مجالات تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أساسا، بالمواكبة التقنية في مرحلة ما قبل إحداث المقاولة، والمواكبة التقنية والدعم المالي في مرحلة ما بعد إنشاء المقاولة.

وأبرز فاتحي عبد المجيد، أحد المستفيدين من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتجسيد هذا المشروع، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، الاهتمام الكبير الذي تتمتع به “الرافيا” على الصعيد الدولي، والاهتمام المتنامي الذي تحظى به هذه الحرف بالمغرب.

وأوضح أنه “بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمكننا من اقتناء الآلات وتنظيم تكوينات لفائدة النساء، وهو ما سمح بالرفع من عدد المتعاونات حول مراكش، البالغ عددهن حاليا 40 متعاونة، 90 بالمئة منهن يفضلن الاشتغال من داخل بيوتهن، بينما تتنقل الأخريات إلى ورشتنا”، مضيفا أن هذا المشروع، الذي توجه نسبة 90 بالمئة من إنتاجه إلى التصدير للخارج، مكن هؤلاء النساء من التوفر على دخل قار، ساهم في تحسين وضعهن الاجتماعي والاقتصادي.

وأضاف أن فكرة ممارسة هذه الحرف جاءت، في البداية، من سلسلة اتصالات مع التعاونيات، وهو ما مكننا من الوقوف عند الصعوبات التي واجهتها، معتبرا أنه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رأى هذا المشروع النور، وتمكين النساء من تطوير مهاراتهن، ومن ثمة التركيز على الجودة في الإنتاج.

وعبر عن سعادته برؤية رقم أعمال المقاولة يرتفع، مبرزا أن المشروع شارك في العديد من المعارض الدولية، في أفق المشاركة في معارض بإيطاليا وألمانيا.

وتابع أن هذا “المشروع عرف إقبالا كبيرا، ونسهر الآن على تكوين 20 امرأة إضافية لصناعة حقائب يدوية من نبات الرافيا”، مسلطا الضوء على مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في خروج هذا المشروع إلى حيز الوجود.

وقال إنه “منذ إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إحداث وتطوير عدد من المشاريع الهامة، فضلا عن الدعم المعتبر الموضوع رهن إشارة النساء والشباب والأشخاص في وضعية إعاقة..، لكن مع البرنامج 3 المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، استفاد العديد من أصدقائي من دعم المبادرة، وذلك بفضل العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لهذا الورش الملكي”.

وتتمثل الغاية النهائية من خلال برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، في تعزيز قابلية تشغيلهم، ودعم ريادة الأعمال وتطوير جيل جديد من المشاريع الكفيلة بتثمين المؤهلات المحلية عبر اعتماد مقاربة السلسلة من المنتج إلى المستهلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى