فعاليات

مهرجان اللوز بتافراوت..احتفاء بتعاونيات سوس ـ ماسة

أضحى مهرجان اللوز بتافراوت ، الذي نظم في قلب الجبال الخلابة للأطلس الصغير المغربي ،على مساحة قدرها 2.000 متر مربع ، بمثابة منصة فريدة للاحتفاء بتعاونيات القطاع التي تنافست لعرض منتجاتها بغية إمتاع السكان المحليين والزوار الوافدين من كل حدب وصوب.

ويتميز المهرجان بأكشاك ملونة تصطف على ممراته لتقدم مجموعة متنوعة من المنتجات، تتنوع بين لوز طازج وأطباق شهية ومنتجات مصنعة على غرار أملو وزيت اللوز ومنتجات التجميل.

وقد بات هذا اللقاء الذي لا محيد عنه للقطاع الفلاحي وسلسلة شجرة اللوز يضطلع بدور أساسي في تعزيز منتجات الجهة وتنميتها وذلك من خلال تسليطه الضوء على الإمكانات الغنية التي تزخر بها التعاونيات المحلية.

كما شهد المهرجان، الذي يحتفل بنسخته الحادية عشر هذه السنة، تطورا ملحوظا، والفضل يعود في ذلك للجهود المتواصلة التي تبذلها سلطات الجهة إلى جانب وزارة الفلاحة وشركائها وكذا الهيئات الوصية، منها الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، التي تعمل على إحداث منطقة تنافسية ومحافظ عليها، يقوم اقتصادها على تثمين الموارد الطبيعية والثقافية.

ومن هذا المنطلق، تعتمد الوكالة على هيكلة نسيج الفاعلين ومواكبتهم في تصميم وتطوير الأنشطة المدرة للدخل، من خلال برامج لتثمين الموارد المحلية، إضافة إلى برامج أخرى لتحسين الموارد المائية وتعبئتها وإدارتها، وبرامج الحفاظ على التربة، وبرامج الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وفي لقاء مع وكالة المغرب العربي للأنباء، شددت مليكة أولحاج، مديرة تجمع المصالح الاقتصادية في تادارت نللوز، التي تم إنشاؤها سنة 2012، على أهمية هذا المهرجان بالنسبة لتعاونيات الجهة، مشيرة إلى أن تدارت نللوز تضم اثني عشرة تعاونية يقع مقرها بين جماعات تافراوت وإيرهيرميت وآيت باها، وتختص بإنتاج اللوز ومشتقاته (اللوز الطازج، واللوز المملح، وزيوت اللوز، وغيرها).

وأضافت السيدة أولحاج “إننا نسعى جاهدين لتنويع عرضنا من منتجات اللوز، ونطمح إلى تحسين مبيعاتنا، لاسيما في هذا السياق الذي يتسم بعدد من التحديات مثل الجفاف”.

وفي هذا الصدد، أشادت بمجهودات وزارة الفلاحة والمديرية الجهوية للفلاحة لدعمهما المتواصل، كما خصت بالشكر الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان على مواكبتها، وتتبعها وكذا الدورات التكوينية التي توفرها للتعاونيات من أجل تثمين أفضل للمنتجات المحلية.

من جهتها، أعربت عائشة علا، رئيسة تعاونية “أومركت”، عن سعادتها بحضور المهرجان، مشيرة إلى التزام تعاونيتها بالمساهمة في الترويج للمنتجات المحلية في الأسواق الوطنية والدولية.

وبالحديث عن هدف هذه التعاونية، التي أسستها جمعية أجرد ـ أوداد للتنمية والتعاون سنة 2007 ، أفادت السيدة علا أنه يتجلى بالأساس في تسهيل حياة نساء القرية اللاتي لم يكن لديهن نشاطا مدرا للدخل، وذلك بغية تحسين مستواهن الاجتماعي.

وأوضحت أن تعاونية “أومركت”، التي تضم حاليا 16 امرأة عاملة، متخصصة في استخراج زيوت الأركان بشقيها التجميلي والغذائي، مبرزة أنها تسوق لمنتجات أخرى مثل عسل خلية النحل وأملو المصنع من اللوز المحمص والمطحون بزيت الأركان.

وأعربت ممثلة تعاونية “تيفاوين أملين”، التابعة لجماعة أملن، خديجة الهريم، عن تقديرها البالغ لهذه النسخة من مهرجان اللوز بتافراوت، مشيرة إلى السعادة التي تغمر كلا من الزوار المغاربة والأجانب، وكذا أعضاء تعاونيتها، بفضل الفرص التجارية التي أتاحها هذا الحدث.

وأكدت أن كافة التعاونيات الحاضرة تعتبر مصدرا مهما للدخل لسكان المنطقة، موضحة أن تعاونيتها تمكنت من المشاركة في العديد من المعارض الوطنية والدولية.

بدورها، أبرزت الشابة فاطمة بوشغل التي تمثل تعاونية “تازوكنيت”، المتواجد مقرها ببوتابي (على بعد 8 كلم من تافراوت على طريق تاهالة)، المكانة التي يحتلها هذا المهرجان بالنسبة لتعاونيات الجهة اعتبارا للدورات التكوينية المقدمة بهذه المناسبة.

وقالت “لقد كانت مشاركتنا في المعارض الوطنية والدولية مثمرة، مما أثار اهتماما متزايدا بمنتجاتنا نظرا للشهادات التي تحملها، على غرار شهادة ” Ecocert”، وتلك المسلمة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “.

وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد ترأس السبت الماضي بتافراوت، الافتتاح الرسمي للدورة الـ 11 لمهرجان اللوز، الذي نظم في الفترة ما بين 23 و25 فبراير الجاري تحت شعار “أرض اللوز.. ثروة الغد” .

وأضحى مهرجان اللوز بتافراوت ،المندرج في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030 ” ،موعدا أساسيا بالنسبة للقطاع ومحطة اقتصادية وثقافية وفنية، وقاطرة حقيقية لتطوير سلسلة اللوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى